روسيا لا تملك حلفاء يمكن الوثوق بهم في الجمهوريات السوفياتية السابقة.
إخفاقات روسيا في أوكرانيا تعني أن قدراتها محدودة أكثر كما خلقت فراغاً في السلطة بالمنطقة.
خسارة النفوذ الروسي أدت إلى صراعات وتحالفات جديدة كما أثارت العديد من الخلافات القديمة.
أظهر الصدام بين أذربيجان وأرمينيا بما لا يدع مجالا للشك فشل منظمة التعاون والأمن الجماعي، التي تتزعمها روسيا.
في جميع أطراف نفوذ روسيا من شرق أوروبا للقوقاز وآسيا الوسطى باتت أجزاء امبراطورية موسكو الشاسعة بحالة تمرد صريح بينما تركز على حرب أوكرانيا.
تزامن هجوم أذربيجان على أرمينيا مع سحب قوات “حفظ السلام” الروسية في الإقليم لتقاتل في أوكرانيا، ويلاحظ أن روسيا لا قدرة أو رغبة بالتدخل لديها الآن.
* * *
عندما شن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غزو أوكرانيا، كان يأمل في استعادة أمجاد الاتحاد السوفياتي في الخمسينيات، لكن بدلا من ذلك، أدت خطوته إلى فوضى عارمة على نطاق غير مشهود منذ انهيار الاتحاد في عام 1991.
وفي جميع أطراف النفوذ الروسي من أوروبا الشرقية إلى القوقاز وآسيا الوسطى، فإن الأجزاء الشاسعة السابقة من امبراطورية موسكو أصبحت في حالة تمرد صريح بينما يركز الكرملين على حرب أوكرانيا المتواصلة، بحسب غابرييل جافين في مقال نشرته مجلة بوليتيكو، الذي استنتج بأن خسارة النفوذ الروسي قد أدت إلى صراعات وتحالفات جديدة كما أثارت العديد من الخلافات القديمة.
وتناول جافين قضية الخلاف بين أرمينيا وأذربيجان، وقال إن هجوم أذربيجان على أرمينيا تزامن مع سحب قوات “حفظ السلام” الروسية في الإقليم المتنازع عليه لكي تقاتل في أوكرانيا، كما لاحظ الكاتب أن روسيا ليس لديها الآن القدرة أو الرغبة في التدخل.
وأشار جافين إلى أن الصدام بين أذربيجان وأرمينيا أظهر بما لا يدعو للشك فشل منظمة التعاون والأمن الجماعي، التي تتزعمها روسيا.
وقال محللون إن إخفاقات روسيا في أوكرانيا تعني أن قدراتها محدودة أكثر كما خلقت فراغاً في السلطة بالمنطقة.
وبالنسبة إلى جورجيا، فإنه من المستحيل عدم ملاحظة الأعلام الأوكرانية المرفوعة في تبليسي والعبارات البذيئة عن بوتين على جدران المدينة، ورغم عدم اتخاذ الحكومة هناك أي عقوبات ضد روسيا بسبب غزو أوكرانيا إلا أن الكثير من الجورجيين يعارضون هذا الاتجاه، وقد وصلت المعارضة في البلاد إلى حد القول إن الوقت حان لفتح جبهة ثانية ضد روسيا.
ورغم هبوط قوات “حفظ السلام” الروسية في كازاخستان لقمع الاحتجاجات الجماهيرية ضد الحكومة إلا أن هذا لا يعني أن الكرملين قد اكتسب حليفاً موثوق فيه، حيث أخبر رئيس البلاد الاتحاد الأوروبي بأنه قلق بشأن المخاطر على أمن الطاقة العالمي التي خلقتها حرب أوكرانيا.
ولم تتخلص مولدوفا من النفوذ الروسي، خاصة في المنطقة الانفصالية الشرقية، ولكن رئيس البلاد يعارض حرب أوكرانيا ويريد من الروس الرحيل.
وتبادلت قوات طاجيكستان وقيرغيزستان إطلاق النار بسبب خلافات حدودية، وقد عرضت موسكو المساعدة لحفظ الهدوء ولكن الخبراء قالوا إن موسكو لم تعد قادرة على المساعدة في حل أي مشكلة بين البلدين.
المصدر: بوليتيكو
موضوعات تهمك: