الثقافة وتأثير التحول الرقمى
بقلم : مستشار التحرير ….. أحمد عزت سليم
الثقافة هي القوة غير المرئية التي تقود عملك. مع الثقافة الصحيحة ، تزدهر أعمالك ، تنبض بالحياة مع الأفكار والابتكار والطاقة. لكن الخطأ الذي يمكن للمرء أن يجعله حتى أصغر تحدٍ يبدو وكأنه صراع شاق … نحن نحول الثقافة من خلال تضمين عقلية متطورة تلهم الناس ، وتقطع مع التقاليد وتحقق النتائج .
كما أن الثقافة هي مجموعة من السمات الروحية والمادية والفكرية والعاطفية المميزة للمجتمع. .. إنها تحدد أنظمة القيم والمعتقدات والممارسات. … وهو يتألف من قصصنا ، ومرحنا ، وخبراتنا الجماعية ، والقصص التي نفهم من خلالها عالمنا. … تملي ثقافة المجتمع القواعد التي تحكم الناس داخله ، وتحدد ما هو السلوك الذي يعتبر مقبولًا ، وكيف يتم مكافأة هذه السلوكيات ، وأيها يُدان … وهذا بدوره يؤدي إلى أنظمة الحوكمة والمؤسسات والسياسات التي تعمل بعد ذلك على تعزيز تلك المعايير الثقافية .
لا يسكن أي منا ثقافة واحدة فقط : ـــ نحن نسبح في حساء ثقافتنا الدينية ، وثقافتنا الحضرية / الضواحي ، ومدرستنا أو ثقافة مكان العمل ، وثقافة ( هوايات ) اهتماماتنا واهتماماتنا : ـــ الطهي واللعب، والكوميديا … كما نستخدم الثقافة للإشارة إلى الممارسات والتقاليد الوطنية أو الإقليمية ، أو حتى سلوكيات وعادات وتقاليد وقيم واعراف و أجيال معينة .
يمكن أن تمثل الثقافة أفضل ما لدينا ، على النحو المعبر عنه في الفن وتقاليد الحب والترابط واللغة والمطبخ والهندسة المعمارية وحتى العادات أو القوانين التي تساعد على إعمال حقوق الإنسان … وفي الوقت نفسه ، يمكن للثقافة أن تديم العنف والتمييز والأذى الآخر لأنفسنا وللآخرين وللمجتمعات العالمية الأخرى .
ومع ذلك ، الثقافة ليست ثابتة ….. إنها تتطور باستمرار …. نحن لا نستهلكها بشكل سلبي فقط .. نحن نصنعها. … لذا لدينا القوة لتغييره ، الثقافة تقود الطريقة التي نتعامل بها مع بعضنا البعض : ــــ فهي تحدد ما هو ” طبيعي” ، وما هو مقبول أو ما هو مرفوض. … وأحيانًا نحتاج إلى تغيير ذلك … يمكن أن يحدث هذا التغيير تدريجيًا بمرور الوقت ، أو يمكن تسريعه من خلال الإجراءات المتعمدة … يمكننا أن نبدأ هذا التغيير الثقافي في المنزل ، وفي مجتمعاتنا… وعندما نفعل ذلك ، يمكننا بناء المنازل والأسر والمجتمعات والمؤسسات التي تحمل فيها الكرامة والمساواة والعدالة – القيم الأساسية لحقوق الإنسان – اليوم . ومع التطورات التكنولوجية التى شهدها العالم أضافت إلى جوهر الثقافة وفاعلياتها آليات إستطاعت أن تؤثر بقوة على الماهية الثقافية والواقع الثقافى وتشكيل بيئة رقمية ثقافية جديدة وعلى النحو التالى : ــــ
ـ زيادة القيمة الاستعمالية للمنتج الإلكترونى واتساعها بسبب التوجهات الكبرى التى أحدثها التقدم فى مجال التكنولوجيا الإلكترونية والذى تمثل فى : ـــ
ـ الانتقال من الصوتى إلى الرقمى .
ـ الاتجاه نحو الرخيص دوما .
ـ التطور إلى السعة الفائقة لنقل البيانات .
ـ التحول من الثابت إلى المحمول .
ـ التحول من شفرة لغوية واحدة إلى الشفرات المتعددة للغات .
ـ التحول من الأحادى الاتجاه إلى ثنائى الاتجاه .
ـ التحول إلى الوسائط المتعددة .
ـ التطور إلى السيطرة والتحكم عن بعد .
ـ التطور إلى التكيف مع الإنسان لمزيد من الاستخدام الأكثر سهولة ومحاكاة قدرات البشر
ـ والتطور من عصر البيانات إلى عصر المعلومات ومنه إلى عصر المعارف ومنه إلى عصرتوليد المعارف وتوظيفها .
ـ التحول إلى النظام المعرفى الشبكى .
ـ التوحد مع ثورة الاتصالات .
وعلى الرغم من أن ذلك قد أدى إلى إيجاد بيئة جديدة يمكن أن يزدهر فيها النشاط الإنسانى ذاته هى البيئة الرقمية ، إلا أن الواقع العربى يكشف أن الاستفادة فى الوقت الراهن من هذه البيئة الجديدة لكل الحقائق السابقة لم يؤد بشكل فعال وحاسم إلى : ــــ
ـ تحسين الأداء الاقتصادى. ـ زيادة إجمالى الناتج القومى. ـ خفض التبعية التقانية وكسر الاحتكار التقانى . ـ زيادة التوظيف ورفع كفاءة العامل. ـ المساعدة فى إيجاد سوق دولية للخدمات العربية للتقانة. ـ زيادة حجم المشاركة الشعبية فى التنمية . ـ إحداث ثورة فى النظام التعليمى لتجديد رصيد رأس المال البشرى بكفاءة أكبرمن أجل التنمية والتقدم . ـ وقف نزيف هجرة العقول العربية إلى بلاد تستوعبها وذلك لعدم وجود منظومة تستوعب البحث العلمى وربطه مع حركة المجتمع التنموية التطورية . ـ القضاء على الأمية . ـ زيادة الإنفاق على التعليم والبحث العلمى مثلما ينفق على العسكرة ومهرجانات التتويج والكرة ـ تعظيم الاستفادة من المعلومات المهمة والجيدة المتاحة على الإنترنت ومن التقنيات الرقمية . ـ أن تكون مؤسسات المجتمع المدنى والمنظمات غير الحكومية إضافة لرصيد الوطن وليست خصما منه حيث تسلل التمويل الأجنبى المشبوه إلى كثير منها . ـ إيجاد ديمقراطية حقيقية وتداول حقيقى للسلطة يعبرعن إرادة شعبية ـ نشر وإعلاء القيم المؤاتية للتنمية الشاملة فى الغرب مثل : ـــ الإتقان فى العمل والصدق والعقلانية والديمقراطية بدلا من نقل وتقديم وتبنى كل ماهو شائن فى النمط الغربى . ـ إعلاء القيم العربية والتكامل العربى والقومية العربية فى مواجهة يهودية الدولة الصهيونية .
موضوعات تهمك: