التوك توك في مصر .. حكاية «منين يودي على فين»

التوك توك في مصر حكاية ليس لها أصل، فلا يمكن أن تعرف كيف بدأ دخوله إلى البلاد، ومن هو المسئول عن ذلك، من قنن فكرة استيراده، ومن أشار به من البداية، وكالعادة بدأ الأمر صغيرًا حتى تحول إلى قنبلة موقوتة تظهر تبعاتها يومًا بعد يوم في ظل طمت حكومي، وعدم اهتمام امني ، واحيانا تخبط إداري في محاولات بائسة لتقنينه ..كلها باءت بالفشل.

التوك توك في ويكيبيديا

لا تندهش حين تكتب توك توك على محركات البحث، فيظهر لك اسم هذا الكائن الميكانيكي على موسوعة ويكبيديا، حيث تقول عنه الموسوعة العالمية، هو التوك توك أو الباجاج أو الستوتة، وهى (تسمية عراقية) أو تكتك (تسمية عراقية ايضاً)، في إشارة إلى ان هذا الكائن  “العدوى” الذي ملئ الأرض  أو الركشة (بالهندية: हिन्दी)، وتعرفه بأنه  مركبة نارية ذات ثلات عجلات، تستخدم غالبا كوسيلة للانتقال بالأجرة وينتشر بكثرة في البلاد الآسيوية ولا سيما في البلاد العربية وخصوصاً في العراق و مصر و السودان ويتسع لراكبين بالمقعد الخلفي (أو ثلاثة محشورين بجانب بعض) بالإضافة الي السائق الذي يجلس في المقدمة.

ولذلك يعتبر التوك توك هو تطور لمركبة الريكاشة اليابانية القديمة التي كان يجرها سائقها والتي كانت تجري علي عجلتين، و تطورت هذه الآلة اليابانية التي كان  يجرها الإنسان إلى أخرى مزودة بترس وبدالين كالدراجة،  ثم الي تزويدها بمحرك حتى وصلت إلى الشكل المتعارف عليه حاليا.

وعن  كلمة توك توك (بالتايلندية:ตุ๊กตุ๊ก) هي غير أكيدة المعني أو المصدر، ولكن المرجح ان الكلمة مستمدة من الصوت الصادر من الماكينة عند تسارعها (كيف ما كلمة تكتيك  جاءت من صوت المدفع).

و أول الشركات المنتجة للتوك توك هي شركة باجاج الهندية، وهي نفس الشركة المنتجة للفيسبا التي انتشر استخدامها بصورة كبيرة في الثمانينيات. ثم بدأت شركات أخرى بتصنيع التوك توك، وتحديدًا  في تايلاند.

وبدأ ظهور التوك توك في البلاد العربية بكثرة مع دخول الالفية الثانية، على الرغم من انتشار التوك توك في الهند في أوائل الستينيات، لكن انتشاره في بعض البلدان العربية مثل مصر فاق كل تصور، مع نهاية التسعينيات ليصل وفق احصائيات غير رسمية إل تخطيه 2 مليون مركبة قيد الاستعمال.

التوك توك في مصر والحكومة

خلال الأيام الماضية عاد لطفو على السطح أزمة التوك توك من جديد، مع تصريحات حكومية لا يعرف أحد المقصود منها، حيث ظهر نادر سعد، المتحدث باسم مجلس الوزراء في مصر،  على فضائية MBC، عبر برنامج “حكاية” الذي يقدمة الاعلامي عمرو أديب ليقول،  إن الحكومة المصرية  شكلت لجنة  قانونية ، وهذه اللجنة ستقوم بأمرين، الأول رسوم الشواطئ، والثاني أزمة التوك توك.

وفيما يتعلق  بالتوك توك قال إن هناك توجيه من  الحكومة المصرية باستبدال “التوك توك” بوسائل نقل أكثر أمنا، وهو ما دعا  عمرو أديب قائلا: “حدث تاريخي، هو قرار اختفاء التوك توك من مصر، التوك توك من سنة 2005-2006 وهو مظهر من مظاهر الحياة المصرية العشوائية، في مصر الآن طبعا مش احصائيات رسمية واضحة لأن التكاتك ملهاش عدد رسمي من 3 مليون إلى 4 مليون توك توك تجري في شوارع مصر من الإسكندرية إلى أسوان ويعمل عليها عدد من الملايين فبالتالي يعني إذا هم 3-4 مليون ففي كذا مليون بني ادم بيعمل في هذا المجال..”

وأضاف: “طبعا الغريب في المسألة أن أغلب الناس في مصر كانت تنظر للتوك توك نظرة معيبة ونظرة عشوائية ومتضايقين من التوك توك وسواقين التوك توك وشكل التوك توك، وفجأة بقى هناك تعاطف مع التوك توك غير طبيعي: حرام عليكو، طبعا انتو بتعرفو أن أي محاولة لإصلاح أي أمر في مصر بيطلع في النهاية ان الي بيشتغل فيها 20 مليون بني ادم متفهمش الزاي يعني تيجي تتكلم عن الفراخ يقلك دي شغال فيها 20 مليون بني ادم تتكلم عن التكاتك يقولك دي بشتغل فيها 20 مليون بني ادم..”

بعد مرور 14 عاما من وجود مركبات التوك توك بالشوارع المصرية منح رئيس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي ووزارة المالية والجهات المعنية مهلة 3 أسابيع لوضع خطة لتنفيذ إحلال التوك توك بالسيارات الميني فان خلال الفترة المقبلة .

التوك توك في محافظات مصر

في تصريحات صحفية سابقة  لوزارة التنمية المحلية عن عدد “التوك توك” المرخصة بالمحافظات، كانت محافظة الدقهلية نحتل  المركز الأول،  حيث أصدرت  نحو 40 ألفا و409  تراخيص لـ”التوك توك”، ثم محافظة كفر الشيخ حيث بلغ عدد المرخص من “التوك توك” بها 22 ألفًا، ثم محافظة الغربية 22500، ومحافظة سوهاج 20952، ثم محافظة البحيرة بـ20256، ومحافظة الجيزة 180871، ثم محافظة الفيوم 16735 توك توك، ثم محافظة الشرقية 16597 مركبة.

فيما بلغ عدد مركبات “التوك توك” المرخصة في محافظة المنيا 13229 “توك توك”، ومحافظة المنوفية 9525، ومحافظة أسيوط 8516، ومحافظة القليوبية 6128، ومحافظة الإسماعيلية 4092، ومحافظة بني سويف 3422، ومحافظة دمياط 3073، ومحافظة أسوان 2031، وفي شمال سيناء 933، علمًا بأن ترخيص التوك توك الواحد تتخطى رسوم ترخيصه نحو 1300 جنيه مصري، وهو الأمر، الذي سوف تعتبره  الحكومة لآن كأن لم يكن بعد ما جمعت من مالكي المركبة ملايين الجنيهات.

بديل التوك توك

وتحدث  وزير التنمية المحلية في ذات التصريحات في مطلع سبتمبر الماضي ، أنه سيتم توفير سيارات 7 راكب “الفان” لنقل المواطنين بدلاً من “التوك توك” في المدن والمناطق المخططة بعيدًا عن القرى والنجوع والعشوائيات، لتقليل حدة الزحام والقضاء على العشوائية التي تشوه منظر المدن المخططة نتيجة لسير “التوك توك” بها.

ولفت الوزير، إلى أن سيارات “الفان” ستضمن حق الدولة من خلال ترخيص ومعرفة من يقودها، كما أن المدة  لم تزد فيتم الآن مصادرة مركبات “التوك توك” وسحبها إذا لم تكن مرخصة، وهو في نفس الوقت لم يتحدث عن حل أزمة التوك توك ، حتى ظهور المتحدث باسم مجلس الوزراء الذى تحدث عن حلول لا خطط لها بسحب التوك توك وتوفير بديل لم يعلن عن تفاصيل تخصة.