الدول العربية قادرة على وقف مسار التكيف السلبي المعبر عنه بمنتدى النقب المتوقع انعقاده في مارس المقبل بالمغرب.
الصعوبة الفعلية لعملية التكيف مع الحكومة الفاشية ستكون لدى الحكومات العربية الموقعة لاتفاقات أبراهام ومعاهدات “السلام”.
المجتمع الصهيوني اليهودي عاجز عن التكيف مع حكومة انتخبها فكيف بدول الغرب (أوروبا وأمريكا) أو الموقعة على اتفاقات التطبيع؟
تعجز اميركا واوروبا عن تقديم صكوك غفران للكيان الصهيوني تحت أسقف برلماناتها ومحاكمها العليا، فلماذا تقدمها الدول العربية؟
انعقاد منتدى النقب رافعة للحكومة الفاشية ومنقذ من عزلة دولية واقليمية بتقديم صكوك الغفران لأركان الحكومة الفاشية وجرائم الكيان المحتل.
المجتمع الصهيوني اليهودي عاجز عن التكيف مع حكومة انتخبها فكيف بدول الغرب (أوروبا وأمريكا) أو الموقعة على اتفاقات التطبيع؟
* * *
بقلم: حازم عياد
كشف تحقيق اجرته وكالة أنباء “أسوشـيتد برس” عن زيارة 1600 سائح إماراتي فقط للكيان المحتل لفلسطين منذ رفع قيود فيروس كورونا العام الماضي، في حين بلغ عدد الإسرائيليين الذين زاروا الامارات منذ توقيع الاتفاقيات الإبراهيمية قبل حوالي عامين أكثر من نصف مليون.
نقل التقرير ذاته عن وزارة السياحة في الكيان المحتل عجزها عن تحديد عدد السياح من البحرين لكونه ضئيل للغاية.
في المقابل كشف مسح اجراه معهد واشنطن عن انخفاض الدعم للاتفاقيات الإبراهيمية إلى 25% في الإمارات، بينما في البحرين، زعم الاستطلاع تأييد 20% فقط من السكان الاتفاقية، وهو ما لا تعكسه ارقام السياحة والاستجمام المعلنة.
الشعوب العربية والخليجية ترفض التكيّف مع الاحتلال الاسرائيلي قبل وبعد الحكومة الفاشية؛ الا ان الصعوبة الفعلية لعملية التكيف مع الحكومة الفاشية ستكون لدى الحكومات العربية الموقعة لاتفاقات أبراهام ومعاهدات “السلام”.
عملية تكيف تكاد تكون مستحيلة ذلك ان المجتمع الصهيوني اليهودي في الاراضي المحتلة عاجز عن التكيف مع حكومته التي انتخبها فكيف بالدول الغربية (أوروبا وأمريكا) أو الموقعة على اتفاقات التطبيع.
صعوبة واستحالة التكيف لا تقتصر على المجتمع الصهيوني المنقسم على ذاته والذي لا تكاد الشوارع في المدن المحتلة عام 48 تخلو من ضجيجه احتجاجا على حكومة نتنياهو؛ فهي أيضا عملية صعبة للإدارة الامريكية ولدول الاتحاد الاوروبي؛ فالتعامل مع آفي ماعوز زعيم حزب ناعوم وبن غفير زعيم هوتسيما وسموتريتش زعيم الصهيونية الدينية الى جانب زعيمي حزب شاس للمتدينين الشرقيين ويهوديت هتوارة للمتدينين الغربيين مهمة تكاد تكون مستحيلة.
الدعوات للتكيف مع الكيان المحتل مسالة خرافية يصعب تخيلها او فهمها، بل ليس من الحكمة طرحها؛ إذ لا يوجد ما يبررها لدى الدول الحليفة والشريكة في الغرب واميركا بل وداخل الكيان؛ فاذا كانت عاجزة عن التكيف مع الحكومة الفاشية فكيف يستقيم الامر للدول العربية.
الدول العربية قادرة على وقف مسار التكيف السلبي المعبر عنه بمنتدى النقب المتوقع انعقاده في آذار/مارس المقبل في المغرب؛ فانعقاده بمثابة الرافعة للحكومة الفاشية والمنقذ لها من عزلة دولية واقليمية مرتقبة؛ بتقديم صكوك الغفران لأركان الحكومة الفاشية ولجرائم الكيان المحتل.. صكوك تعجز اميركا واوروبا عن تقديمها للكيان الصهيوني تحت أسقف برلماناتها ومحاكمها العليا، فلماذا تقدمها الدول العربية.
*حازم عياد كاتب وباحث في العلاقات الدولية
المصدر: السبيل – عمان
موضوعات تهمك: