تجذر عندنا الروتين الذي فرضه علينا الاحتلال البريطاني، ليس في الإدارة فحسب، بل في التعليم أيضا.
عندما ابتعدنا عن العلم الحق كان التخلف والوباء والاحتلال الأجنبي، الذي فرض علينا مناهجه القائمة على الشك والفرض والتخمين.
التعليم الحق مفتاح الأمن والتقدم، ولا تقدم من خلال فرض نماذج الجودة التي لا تنطبق على من كان سبيله إلى العلم الحق الروح والنور.
نتج عن تدخل الأمن في تعيين قادة الجامعات والمؤسسات العلمية التخلف والغفلة وانهيار التعليم الصحيح وخلو أجهزة التعليم من أهل العلم الحق
أمن البلاد رهن بالتعليم الحق، وليس بالروتين أو فرضيات الأمن المستوردة، وقي التعليم ليس بسرقة مناهج الماديين واتباع خطى أصحاب المصالح!
ينبغي إعادة النظر في فرضيات الأمن، فالأمن لا يتحقق إلا بالعلم الصحيح الحق، وليس بروتين أهل الظن، وأن يعاد النظر في فرضيات الأمن تجاه أهل العلم الحق.
* * *
بقلم: محمد السعيد عبدالمؤمن
التعليم هو أول ما فرض على الإنسان، فأول ما فعله الله سبحانه لآدم (ع) بعد خلقه هو أن علمه الأسماء كلها، وقال تعالى: {الرحمن علم القرآن، خلق الإنسان علمه البيان}.
وتعليم الله للإنسان هو ما جعل الملائكة يسجدون له، بعد أن أدركوا أن الله قد ميزه عليهم بالعلم، فما علمه الله للإنسان هو العلم الحق ليس فيه شك ولا ظن ولا فرضيات، ومن ثم فإن الذي وجب علينا تعلمه وتعليمه هو العلم الحق، وليس الذي يقوم على الشك أو الظن أو الفرضيات.
عندما ابتعدنا عن العلم الحق كان التخلف والوباء والاحتلال الأجنبي، الذي فرض علينا مناهجه القائمة على الشك والفرض والتخمين، فأعمى أبصارنا وأضاع بصيرتنا، وهو ما جعلنل نجذر الروتين الذي فرضه علينا الاحتلال البريطاني، ليس في الإدارة فحسب، بل في التعليم أيضا.
في حين أكد لنا الحق سبحانه أن العلم روح ونور لا يحده روتين أو عادة، بل يقوم على الاجتهاد والتفقه في الأمور، وأولها الدين. ومن ثم فقد أخطأ من ظن أن الإرهاب أو التطرف قاده المتعلمون علم الله الحق، بل قاده السطحيون الجهلاء، الذين لم يدرسوا القرآن حق دراسته، ومن ثم لم يتلو القرآن حق تلاوته، وإلا كانوا قد آمنوا به.
وما قاموا بتمرد، حيث لم ترد كلمة تمرد مرة واحدة في القرآن، بل وردت كلمة الإصلاح مرات عديدة، فالعلم إصلاح لا إفساد، ووسطية لا تطرف، وحق ولا إرهاب.
من هنا يجب تصحيح مسار العلم، وإعادة منهجه الإلهي له، وإبعاده عن مناهج من لا يعرفون إلا الظن والفرضيات والشك، ومن ثم ينبغي إعادة النظر في فرضيات الأمن، فالأمن لا يتحقق إلا بالعلم الصحيح الحق، وليس بروتين أهل الظن، ينبغي أن يعاد النظر في فرضيات مسؤولي الأمن تجاه أهل العلم الحق.
فما نتج عن تدخل الأمن في تعيين قادة الجامعات والمؤسسات العلمية إلا التخلف والغفلة وتوقف التعليم الصحيح وخلو أجهزة التعليم من أهل العلم الحق، وتحكم الروتين جعل رؤساء أجهزة التعليم يتخذون من الموظفين مستشارين.
وكيف بأستاذ حق أن يغلق قلبه وفكره ويلجأ إلى فكر موظف ليس له من العلم الحق نصيبا، ولا من الخلق والقيم الإلهية حظا؟!
فرضيات الأمن لم تحقق أمنا في التعليم ومؤسساته، بل أوجدت الانحراف والخضوع الغبي وهجر التفقه والاجتهاد، وأدت إلى التحايل من أجل المناصب، والكذب في وصف الأحوال، وخداع السلطة بالافنكاسات غير العلمية.
إن أمن البلاد رهن بالتعليم الحق، وليس بالروتين أو الفرضيات الأمنية المستوردة، وقي التعليم ليس بسرقة مناهج الماديين واتباع خطوات أصحاب المصلحة، فالتعليم الحق مفتاح الأمن والتقدم، ولا تقدم من خلال فرض نماذج للجودة لا تنطبق على من كان سبيله إلى العلم الحق الروح والنور.
ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
* د. محمد السعيد عبد المؤمن أستاذ الدراسات الإيرانية بكلية الآداب، جامعة عين شمس.
موضوعات تهمك: