التطبيع ليس الخيانة الوحيدة هناك ما هو أخطر

سلام ناجي حداد3 مايو 2020آخر تحديث :
التطبيع

التطبيع مع الاحتلال لا يزال حديث الساعة في العالم العربي، وسط مجتمعات عربية أبية ترفض أي شكل من أشكال التقارب مع رؤية الاحتلال الصهيوني أو تطبيع العلاقات معه، ولا تزال راسخة في أذهانه أنه عدو مهما تقارب معه حكامهم وابتغوا المصالح ووقفوا في صفوفه خاصة في الخليج العربي.

إلا أن المسألة في الخليج العربي لا تزال حامية الوطيس، حيث مسلسلين اثنين من انتاج قناة فضائية سعودية، تروجان لفكرة التطبيع مع الاحتلال، فلم يعد الأمر حكرا على الأمراء والمسؤولين والوزراء الحكام الخليجيين الذين يزورون دولة الاحتلال سرا أو يتحدثون بشكل إيجابي عنهم، أو يستضيفونهم في بلادهم في مؤتمرا ومسابقات ومنافسات، فالأمر قد دخل في المرحلة الجدية تماما.

وعلى الرغم من الانتقادات الكبيرة والهجمات اللاذعة التي تعرضت لها فضائية إم بي سي مصر المملوكة للسعودية وصاحبة التمويل من الاستخبارات السعودية، إلا أن القناة تمسكت بعرض المسلسلين التطبيعيين “أم هارون” الذي يسميه العرب “أم شارون”، ومسلسل “مخرج 7″، الذي تعرضهما في شهر رمضان المبارك الذي يكون الأكثر زخما في انتشار الأعمال الدرامية ومتابعتها من قبل المشاهد العربي، خاصة في ظل جائحة فيروس كورونا والتزام الكثيرين لمنازلهم.

وقال المتحدث باسم المجموعة السعودية مازن حايك في مقابلة تلفزيونية اليوم الأحد، أنه لن يتم إيقاف عرض المسلسلين، مؤكدا استمرارهم وعدم إمكانية أحد إيقافهم على حد قوله. متباعا ان بذلك تدخل قناته الفضائية البهجة على قلوب العرب الذين عاشوا تعاسة الصراع العربي الإسرائيلي، على حد قوله.

وهي السردية التي يتشدقون بها دوما، ويكفي ان نقول أنها وردت في خطة ترامب للسلام المزعوم في الشرق الأوسط، والمعروفة باسم صفقة القرن، وحجتها التي بنيت عليها حيث تأخذ الأرض من الفلسطينيين مقابل السلام، وأموال خليجية يدفعونه عن الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية.

التطبيع في المسلسلات تمهيدي

من المعروف ان التقارب السعودي الصهيوني في الفترة الأخيرة، ولقاءات ولي العهد المستمرة بجاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي المتخصص في تهيئة أمور الشرق الأوسط لصالح دولة الاحتلال، وحديثه الدائم عن حق الصهاينة في العيش بسلام على أراضيهم على حد زعمه حول الأراضي التي اغتصبها اليهود من الفلسطينيين، وغيرها من المقابلات والتلميحات، التي تحدث في الإمارات شقيقة السعودية في التطبيع مع الصهاينة، باتت أمر واقع سياسيا، إلا أن الخطوة المقبلة ما هي إلا، تطبيع العلاقات بشكل كامل وفتح السفارات وإعلان الصداقة الدائمة وتوقيع معاهدة سلام على الرغم من أنهم لم يحاربوا يوما، إلا أنها معاهدة تعترف بدولة الاحتلال.

ويحتاج تلك الأمور تهيئة شعبية وتفجير لقنبلة لها هدفين وهو ما يعرفه الصهاينة جيدا في ظل سيطرتهم على الإعلام ومنظماته، ولابد أن السعوديين قد استفادوا جيدا من إدارة الصهاينة لإعلامهم.

أما عن الهدف الأول لتلك القنبلة، فهو إزالة الرهبة والشوك من حول تلك القضية العربية الوطنية الحساسة التي يعد المساس بها خيانة، فيجعل الحديث عنها أمر عادي ووجود آراء خائنة للعروبة والإسلام أمر ممكن وعليه زخم وزحام شديد.

بينما الهدف الثاني فهو جس النبض حول إمكانية الوطنيين المعارضين لمثل تلك الخطوة، وتميهدا يتم تفجير القنبلة تلو الأخرى، إلى أن يتم تفجير قنبلة التطبيع بشكل رسمي وواضح وواقعي، فيكون ليس لها أي آثار بعد آلاف القنابل.

أبعد من الخيانة

ربما تكون قنبلة التطبيع مع الاحتلال أمرا مثيرا للاهتمام، حيث عرفنا ذلك من خلال مشهد في مسلسل مخرج 7 يجمع الممثل السعودي ناصر القصبي وراشد الشمراني، يدور فيه النقاش بينهما حول التطبيع بين السعودية و”إسرائيل” (دولة الاحتلال)، أحدهما له رأي والآخر يؤيد التطبيع مع الاحتلال ويشجع عليه ويسوق التبريرات تلو التبريرات لذلك.

أما مسلسل أم هارون فإن مستوى الخيانة فيه أعلى بكثير وقد ذهب بنا إلى عوالم أخرى من التصهين، حيث يحكي قصة طبيبة يهودية في أربيعينية القرن الماضي وتحديات واجهتها أسرتها في دولة الخليج، ويبين مدى أنها لاقت صعوبات كثيرة في العيش في هذا الوقت، في تماهي واضح مع سردية المظلومية الصهيونية، وهو ما أبعد من التطبيع، إلى الاحلال!

  • العدو يحل في السعودية والخليج والخليج والسعودية يحلون في العدو.

موضوعات تهمك:

التطبيع العربي ومخاطره

الصهيونية المراد التطبيع معها

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة