الانتشار العشوائي للأسلحة المعلوماتية مسألة عالمية خطيرة
فى إطار الحرب السيبرانية الشاملة التى يشهدها العالم ترجمة للصراع والحروب الدائرة الآن فى الكثير من المناطق فى أسيا وأفريقيا وصولا للقوقاز وفى المنطقة العربية المستهدف تدميرها لصالح القوى الاستعمارية الغربية بالقيادة الأمريكية، وما أطلق عليه “حربا بالوكالة” أو “حربا بدون إعلانا رسميا” أو “الحرب العالمية الثالثة” و”الحرب الشاملة ” وفى إطار التحالفات والتصارع بين القوى العالمية والإقليمية على امتداد نفوذها وسيطرتها على المناطق والمقدرات الاقتصادية والجعرافية والدعائية ، وفى هذه الفاعليات تتشكل الهجمات السييبرانية ضمن الفاعليات الدعائية الغربية ضد هذه المناطق لتبرير فاعلياتها وأهدافها الحربية على أرض الواقع ، وفى هذه الهجمات لا فرق بين العربى أو المسلم أيا كان وفى أية دولة كانت وبين الإرهابى الذى صنعته هى من أجل تفتيت وتفكيك هذه الدول وكمبرر للتدخل الغربى الاستعمارى وشرعية العدو الصهيونى.
وكما يوصف لوران أرتور دو بليسيس فى كتابه ” الإسلام والغرب .. الحرب الشاملة ” الصادر عام 2004 أن: الغرب عملياً في حرب بدون إعلان رسمي لكنها حرب حقيقية كما يتبين من المطالبة المتكررة بتوخي الحذر عبر مكبرات الصوت في محطات المسافرين والمطارات ومن انتشار قوات الشرطة والجيش في الدول الغربية.. وأنه ستتم هذه الحروب وتقام هذه التحالفات بين دول كثيرة لمنع وصول الأصوليين إلى السلطة في دول ذات ترسانة نووية مثل باكستان، وستستخدم أمريكا القوة خوفا من أن تقع الترسانة النووية في أيدي الأصوليين .. وأن الغرب سينتصر بحكم قوته التي لا نظير لها، والحرب العالمية الثالثة ستكون مدمرة، لكنها مفيدة مثل الحروب السابقة التي سرعت من التطورات التكنولوجية … ومن ثم لابد من تجنيد الدين فى أوربا أيضا وكما يرى الكاتب أن الدين يحفز قدرات الغرب الدفاعية، ويرحب الكاتب بهذا التجدد الديني في الغرب قائلاً إنه لا علاقة له بنظيره في العالم الإسلامي لاستخدام هذا الأخير للإرهاب، حيث أن الدين يحفز قدرات الغرب الدفاعية وضرب مثلا بانتماء جورج بوش إلى التيارات الدينية وتمييز خطابه بالمفردات الدينية، وما للمنظمات الدينية الأمريكية من قوة ونفوذ في أوساط صنع القرار الأمريكى، وفى هذه الحروب هل يمكن تحقيق السلام فى الفضاء السيبرانى؟
وبما أدت إليه ثورة المعلومات والتكنولوجيا والتقنيات السيبرانية من زيادة أطماع السيطرة الاستعمارية مع زيادة القدرات القتالية بقوة ويتيح امتلاك أسلحة المعلومات إمكانيات إضافية ومميزات للهجوم السيبرانى وتهديد البنى المستهدفة العسكرية والمدنية وتعطيل الاقتصاد وأنظمة التحكم التى تشملها وفى إطار السمات التشغيلية للأسلحة المعلوماتية وكما يرى دكتور ف. ن. تسيغيشكو، كولونيل متقاعد في الجيش الروسي، وعضو متفرغ في الأكاديمية الروسية للعلوم الطبيعية وكبير الباحثين في معهد تحليل الأنظمة في الأكاديمية الروسية للعلوم خبير وزارة الشؤون الخارجية في الاتحاد الروسي بشأن مشاكل أمن المعلومات ، وعلى النحو التالى:
1 ــ تكلفتها المنخفضة نسبياً وسهولة الحصول عليها.
2 ــ إمكانية تطويرها، ومراكمتها، ونشرها بشكل سري.
3 ــ اتسامها بصورة متأصلة بأثر يتجاوز حدود الإقليم ولا يمكن تحديد مصدره.
وتتيح هذه السمات الانتشار العشوائي للأسلحة المعلوماتية ويجعل من حيازة الأنظمة العدوانية لها مسألة عالمية خطيرة ، وقد أدى الاستخدام المكثف لتكنولوجيا المعلومات الجديدة إلى تعزيز القدرات القتالية للأسلحة التقليدية والتكنولوجيات العسكرية الأخرى ، ولهذا السبب فإن العسكريين ينظرون إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على أنها سلاح وهدف في آن معاً كما يعتبرون الفضاء السيبراني ميداناً لخوض الحروب مثله مثل الجو، والفضاء، والبر، والبحر ، على سبيل المثال، “أي قدرة، أو جهاز، أو مجموعة من القدرات والتقنيات الذي يؤدي على الأرجح، في حال استخدامه للغاية المزمعة منه، إلى الإضرار بمنعة أو توافر المعلومات، أو ببرنامج، أو معلومات في حاسوب أو نظام لمعالجة المعلومات”وكما يؤكد دكتور ف. ن. تسيغيشكو مع أن الغالبية العظمى من الوسائل المتطورة للصراع المسلح التي تستخدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات هي ذات استخدامات متعددة، أي أنها ليست مصممة فحسب لتدمير البنى التحتية المعلوماتية بل لمهام قتالية أخرى أيضا ، وتتمتع البلدان التي تمتلك أنظمة أسلحة متطورة، ووسائل استطلاع، واتصال، وملاحة، وتحكم مستندة إلى الاستخدام الواسع لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات بتفوق عسكري حاسم؛ ومن ثم فإن من المشكوك فيه أن تنضم هذه الدول إلى اتفاقيات تحد من مزاياها الاستراتيجية. (1)
المراجع:
1 ــ Armed Attack In Cyberspace: Deterring Asymmetric Warfare With An Asymmetric Definition, Air Force Law Review, Vol. 64, 2009 at 65 – 102
موضوعات تهمك:
عذراً التعليقات مغلقة