اقترب السباق الرئاسي الأمريكي من بدايته وتطمح هاريس المرشحة الديموقراطية لتكون أول سيدة ترأس الولايات المتحدة فيما يعمل ترامب المرشح الجمهوري على العودة للبيت الأبيض بعد خسارته السباق أمام بايدن في 2020 الماضي .. يأتي السباق نحو البيت الأبيض هذا العام في ظل صراعات مختلفة حول العالم لعل أهمها مايجري في الشرق الأوسط وتحديدا حرب اسرائيل مع حماس وحزب الله التي من المتوقع أن تلقي بظلالها على نتائج الانتخابات الأمريكية وسيكون على ساكن البيت الأبيض الجديد معالجة ملف الصراع الإسرائيلي الإيراني بحزم وحذر . ورغم الصداقة التاريخية بين الولايات المتحدة وإسرائيل فهناك وجهات نظر متناقضة في معالجة ملف الصراع بين الغرب من جهة والجانب الإيراني وأذرعته المنتشرة في المنطقة من جهة أخرى مما أدى إلى أن تعمل اسرائيل منفردة بمعزل عن حلفاؤها الغربيين وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية الأمرا الذي فاقم حدة الصراع في المنطقة واحرج مرشحي السباق الرئاسي الأمريكي ترامب وهاريس فقد أولى المرشحان أهمية قصوى لقضايا الشرق الأوسط في حملتيهما الانتخابيتين، وتحدثا عن ضرورة إيقاف الصراعات هناك، بدون الإشارة إلى برنامج عملها وماهيته ، والسؤال إلى أي مدى يُمكن أن يكون للرئيس الجديد تأثير في المنطقة التي تشهد حرباً دخلت عامها الثاني. ويعتقد كثير من المراقبين أن ساكن البيت الأبيض سيكون في موقف حرج في معالجة هذا الملف وسيقف حائرا بين ضرورة وقف هذه الحرب ومعالجة آثارها وكبح جماح حكومة الكيان الصهيوني المتطرفة برئاسة نتنياهو التي تعمل على تأجيج هذا الصراع وزج الأمريكان فيه مهما كانت النتائج. ومن المتوقع أن تكون لأحداث الشرق الأوسط الأثر الأكبر على أصوات الناخبين الأمريكيين رغم أن أصوات القنابل وهدير الطائرات بعيدة عنهم آلاف الكيلومترات. وفي الوقت الذي يقترب السباق الرئاسي من أمتاره الأخيرة يعتقد الضالعون في الشأن الأمريكي أن حظوظ الديموقراطية هاريس أقل من ترامب الجمهوري رغم استطلاعات الرأي التي تخالف ذلك كون هذا الأخير خبر طبيعة هذا الصراع في ولايته السابقة وعالجه بحزم من خلال إلغاء الاتفاق النووي في بداية ولايته وماتبعه من عقوبات اقتصادية على إيران أدت إلى تقويض دورها في الشرق الأوسط وتحجيم أزرعتها في سوريا واليمن ولبنان دون أن يطلق طلقة واحدة في حين لم يرفع اصبعه عن الزناد طول فترة ولايته ولكنه ظل حذرا ولم يضغط عليه قط ..
من جانب آخر تتباين استطلاعات الرأي في ترجيح كفة أحد المرشحين وخاصة في الولايات المتأرجحة
تُظهر بيانات موقع RealClearPolitics تفوق ترامب على هاريس بجميع الولايات المتأرجحة، حيث يتقدم الرئيس السابق في ولايات أريزونا بفارق 1.5 نقطة، وجورجيا 2.3 نقطة، وميشيجان 0.1 نقطة، ونيفادا 0.7 نقطة، وكارولينا الشمالية 0.8 نقطة، وبنسلفانيا 0.5 نقطة، وويسكونسن 0.3 نقطة.
وتظهر جملة استطلاعات رأي أجرتها صحيفة هيل تقدم هاريس على المستوى الوطني بنسبة طفيفة تبلغ 48.6 مقابل 47.9 ترامب وفي استطلاعات محلية أخرى أشارت إلى تقدم ترامب في ولاية كارولينا الشمالية المتأرجحة بنسبة 1.3 نقطة وفي ولاية جورجيا ب 1.6 نقطة وكذلك أرزونا بفارق 1.9 نقطة أما استطلاع الرأي التي أجرته ABC NEWZS أظهر تفوق هاريس في الولايات المتأرجحة وعلى المستوى الوطني الأمر الذي أثار حفيظة ترامب واتهم هذا النوع من الاستطلاعات بالمزيف والمتحيز.
الساعة 25 مصطفى حاج بكري