قال عباس شومان، الوكيل السابق للأزهر الشريف، إنه فى ظل ما يموج به العالم اليوم من اضطرابات وفتن يحاول بعض أصحاب المصالح والأهواء إلصاقها بالرسالات السماوية، لاستغلال كل ما يمكنهم استغلاله لتحقيق مآربهم الخاصة من خلال إشعال فتيل الحروب والصراعات بين البشر، ولا يتورعون عن استغلال الأديان السماوية واتخاذها منطلقًا ومبررًا لما يرتكبونه من جرائم، من خلال التدليس على الناس والتلبيس عليهم بتحريف نصوصها، أو تأويلها تأويلًا فاسدًا، أو اجتزائها من سياقها كما تفعل الجماعات المتطرفة المتشددة .
جاء ذلك خلال محاضرته عن “التعددية الفكرية فى الإسلام” لأئمة الهند المتدربين عبر تقنية الفيديو كونفرانس التى تعقدها المنظمة العالمية لخريجى الأزهر الشهر الجارى لصقل مواهب أئمة العالم الإسلامى الدعوية .
وأكد د. شومان على أن الله عز وجل قد قيَّض الأزهر الشريف بعلمائه الأجلاء لينفوا عن دين الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، وليقوموا بدورهم الوطني من خلال الوقوف سدًّا منيعًا أمام الأخطار التي تهدد أمن الأمة فكريًّا وثقافيًّا، ومحاولات النيل من نسيج المجتمع ووحدته واستقراره، وما ذاك إلا لإيمان الأزهر المطلق بالتعددية الفكرية، والمواطنة والعيش المشترك، وقبول الآخر المختلف لغة وفكرًا وثقافة وعقيدة، وهذه طبيعة إنسانية مشتركة ومبدأ مقرر في الشريعة الإسلامية السمحة.
ووجه فضيلته الأئمة المتدربين بنشر سماحة ورقى ديننا الإسلامي بمبادئه وتعاليمه التي أرساها قبل أكثر من أربعة عشر قرنًا من الزمان،
كما طالبهم بأن يقتدوا برسولنا الكريم، باندماجهم في مجتمعاتهم التي يعيشون فيها، وأن يكونوا إيجابيين فاعلين بمشاركتهم في نهضة مجتمعاتهم وتطورها وأن يكونوا خير سفراء للاسلام بأخلاقهم ومعاملتهم ، واحترام ثقافة الآخر.
