الإغاثة.. بحر كثير الأمواج

الساعة 2521 أكتوبر 2012آخر تحديث :
ycdwbkf bvkwdbk 83526

ycdwbkf bvkwdbk 83526بقلم: عقاب يحيى
أكثر من شعارات واجتماعات ونوايا توحيد المعارضة يجري الحديث عن توحيد الإغاثة وتنظيمها.. لكن تذهب الكلمات أدراج الوعود والأماني، مصطدمة بواقع موضوعي وآخر ذاتي يجعل من الأمنيات احلاماً..

ـ عفوية بدأت عمليات الإغاثة. محلية في معظمها. عائلية وجهوية.. ثم عامة.. وفق تطور الأوضاع، وسياقات مسار الثورة، ووفق مستوى وطبيعة الحدث في هذه المدينة أو تلك المنطقة..

ـ ولأن الثورة لم تكن فعلاً منظماً سابقاً، ولا نتيجة قرار من أية جهة سياسية.. فإن العفوية، أو لنقل الوقائع على الأرض هي التي رسمت وسائل العمل، وأحدثت ما يعرف بالإغاثة المتشعبة..

ـ في البداية.. استنفر الأقرباء وأهل المدن والمناطق الساخنة لتقديم واجبهم تجاه أهلهم وأصحابهم وبني جلدتهم.. على شكل هبّات فردية، ثم تبرعات مبعثرة تسمها حالة الحماس والفوضى والتشعب، ثم تطورت المور مع تطور فعل القتل والإبادةن واتساع الثورة وامتدادها في مناطق كبيرة..وتعدد الاحتياجات الطبية والإغاثية.. وصولاً إلى حالة النزوح والهجرة.. فحالات جرحى المعارك والقصف.. فكمّ الشهداء الكبير وأوضاع عائلاتهم.. واثقال كبيرة فرضتها الحرب الإبادية للطغمة على الشعب ومدنه وقراه.

ـ لم يكن ممكناً في البدايات أن تكون هناك جهة واحدة تتولى عمليات الإغاثة، وفيما بعد، وبعد أن تموضعت تلك الحالات في أشكال تنظيمية ما.. ثم قام المجلس الوطني، وجرى السباق الكبير على الدخول في موج الإغاثة ومحاولة الإمساك به، أو النفاذ منه لتحقيق أهداف عامة أو خاصة.. كان التشعب هو السمة الغالبة، والذي يصعب معها التوصل إلى صيغة توحيدية جامعة.

ـ كثرت هيئات ومرجعيات وجهات الإغاثة، وفي عديد منها اختلط الحابل بالنابل، ودخلت على الخط قوى من الوزن الثقيل مدججة بغمكانات مالية كبيرة.. وأطراف مختلفة.. وكان للخليج دوره الكبير لما يتمتع به المواطنون السوريون هناك من قدرات كبيرة، آخذين بالاعتبار حجم التبرعات الكبيرة في السعودية وغيرها.

ـ المجلس الوطني الذي يحاول أن يكون “الممثل الشرعي الوحيد” للثورة الثورية.. يحاول أن يتصدر فعل الإغاثة، لكن هيهات منه توحيدها.. لذلك فإن السعي المخلص لتشكيل هيئة عامة للإغاثة تضم معظم، أو أكبر الجهات العاملة فيها قد يكون هو الحل الواقعي، وهو أمر حيوي، ويحتاج من جميع المعنيين التضحية بما يعتبرونه مكاسب حزبيةن أو خاصة لهم.. لن يفرطوا بها بسهولة.

الإغاثة تطورت وتشابكت مع عمليات التسليح ونتائج المقاومة التي يمارسها شبابنا ضد الطغمة.. فكثير من فعل الإغاثة بات يفضل توجيه المال لشراء السلاح وإنشاء الكتائبن او دعم العمل المسلح، بينما أنتجت المواجهات، وحرب التدمير والتهجير والنزوج الداخلي واللجوء إلى البلدان المجاورة فظائع بالجملة في كل مجال تترنح امامها الإمكانات المتوفرة مظهرة كثير الثقوب والعيوب في التنظيم، وترتيب الأولويات، والعدل بين المدن والمناطق.

ـ الحق الذي يجب ان يقال، انه رغم كثير الأخطاء، والاتهامات الثقيلة التي تحكى عن عالم الإغاثة وما يدور فيه من تجاوزات ومحسوبيات..فإن حاجة الثورة السورية الملحة تفوق اضعافاً مضاعفة جميع الموارد الإغاثية، آاو المعونات التي تقدّم، والتي لا تشكل إلا جزءاً يسيراً من المطجلوب توفره.. الأمر الذي يزيد الوضع تعقيداً، واحتجاجاً فتكثر الانتقادات والاتهامات.. وتنعكس هذه الوضاع على محاولات التوحيد والتنسيق.

ـ اليوم مثلاً ترفض بعض الهيئات الإغاثية تخصيص مبالغ ضرورية لجرحى القصف والعمليات المسلحة، مفضلة عليها شراء السلاح والذخيرة، ناهيك عن أوضاع النازحين واللاجئين وآلاف آلاف المصائب والبلاوي التي حلّت بالسوريين وتستلزم مدّ يد العون الفوري لهم ولو بالحد الأدنى.

ـ نعم كثيرة احتياجات الثورةز. لكن التنسيق ضروري بين الجهات العاملة في ميداني الإغاثة والسلاح.. فهل ينجح السوريون في تخطي الشرذمة. غلى التنسيق والتنظيم؟ ذلك هو تحد آخر يضاف غلى بقية التحديات الكبيرة المطروحة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة