كما يفهم الإسرائيليون والأمريكيون جيداً، فإن الخطاب المستمر حول الإرهاب لا يتعلق بضحايا “الإرهاب” بل يتعلق بـ”الجناة”.
أصبحت التجربة الإسرائيلية في القمع المستمر للمقاومة الفلسطينية بمثابة نموذج رئيسي يحتذى به في الحرب الأمريكية على الإرهاب.
العنف الصهيوني ضد الفلسطينيين فقد تم تبويبه تحت عنوان الحضارة اليهودية الأوروبية التي تقاتل الهمجية البدائية الفلسطينية الأصلية.
منح الدول الإمبريالية لهوية “إرهابي” لتبرير العنف الإمبريالي الاستعماري أخلاقيا والتمييز بين عنف دولة “مشروع” ومقاومة ضد الإمبريالية تعتبر “إرهاباً” فشل في إقناع ضحاياها
تسمية الغزوات الإمبريالية الأخيرة بـ”الحرب على الإرهاب” ليست إلا أحدث تبرير للنهب الاستعماري والإمبريالي لأوروبا ومستعمراتها الاستيطانية البيضاء حول العالم منذ القرن 16.
تستهدف هجمات جيوش الدول بشكل أكثر انتظاماً نفس الضحايا الذين يستهدفهم “الإرهابيون” ومع ذلك لا توصف بأنها “إرهابية”؛ أي ليس فعل “الإرهاب” هو الذي يعرّف الفاعل بأنه “إرهابي” بل العكس.
* * *
بقلم: جوزيف مسعد
* د. جوزيف مسعد مفكر عربي أستاذ الفكر العربي المعاصر بجامعة كولومبيا
المصدر| عربي 21
موضوعات تهمك: