معادلة فائض القوة هي المعادلة السائدة في العلاقات الدولية رغم أنها خبت تحت أحلام التعاون الاقتصادي.
الأوروبيون يعتقدون أنهم فقدوا أوكرانيا، لكن الرسالة القوية التي يريدون إيصالها بأن ذلك لن يحدث بلا كلفة عالية.
لا يمكن للسلام الاقتصادي كبح جماح الكيان الصهيوني إن شعر بفائض القوة، ولا يمكن لنوايا العرب ولو كانت بريئة، أن تقف بوجه طغيان القوة والصلف لديه.
استيقظت أوروبا على كابوس واتضح أن السلام الاقتصادي الذي تبنته مع روسيا لم يُنس بوتين أحلامه الامبراطورية والرهان على أمريكا لن يفي بمتطلبات أمنها بشكل فعال.
* * *
بقلم: عبدالله المجالي
ربما يستطيع العرب اليوم النظر إلى الأمور بطريقة مختلفة على خلفية الحرب الدائرة في أوكرانيا.
لقد استيقظت أوروبا على كابوس، بعد أن اتضح لها أن السلام الاقتصادي الذي تبنته مع روسيا لم يُنس بوتين أحلامه الامبراطورية، وأن الرهان على الولايات المتحدة وحده لن يفي بمتطلبات أمن وحماية أوروبا بشكل فعال، وأن معادلة فائض القوة هي المعادلة السائدة في العلاقات الدولية رغم أنها خبت تحت أحلام التعاون الاقتصادي.
إن تفسير التضامن القوي والدعم الواسع الأوروبي لأوكرانيا على خلفية كون الأوكرانيين أوربيين وبيضاً ومسيحيين تفسير سطحي وربما ساذج.
إن التفسير الحقيقي لذلك الدعم الواسع هو أن أوروبا تشعر بالقلق من النهم الروسي بعد ابتلاع أوكرانيا. القضية تتعلق أولًا وأخيرًا بالأمن الأوروبي. الأوروبيون يعتقدون أنهم فقدوا أوكرانيا، لكن الرسالة القوية التي يريدون إيصالها بأن ذلك لن يحدث بلا كلفة عالية.
للأسف في قلب الوطن العربي وحش متحفز للانقضاض إذا شعر بفائض القوة، وللمفارقة العجيبة فبدل أن تتنبه الدول العربية لهذا الوحش وتحاصره نراها تمد له سبل القوة.
لا يمكن للسلام الاقتصادي أن يكبح جماح الكيان الصهيوني إذا ما شعر بفائض القوة، ولا يمكن لنوايا العرب حتى لو كانت بريئة، أن تقف في وجه طغيان القوة والصلف لدى الكيان.
رغم القوة التي يبدو عليها الكيان الصهيوني في نظر العديد من الدول العربية التي هرولت باتجاهه، إلا أن قوته محاصرة الآن؛ هناك العرب داخل الخط الأخضر الذين أثبتوا أنهم رقم صعب إبان عملية “سيف القدس”، وهناك الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهناك المقاومة الفلسطينية، وهناك حزب الله في الشمال، وهناك شعور شعبي عربي مناهض.
لكن الكيان الصهيوني يعمل كل جهده للتخلص من هذا الحصار، وللأسف فإن الرسميين العرب يلعبون دورًا في ذلك! وحينها سيرون الكيان على أبوابهم، ولات حين مناص.
* عبد الله المجالي كاتب صحفي أردني
المصدر| السبيل – عمان
موضوعات تهمك: