ضياع الأمن القومى العربى لصالح الأمن القومى الصهيونى !
لماذا فقد العرب وقادة العرب والشعوب العربية وافتقدوا مقاومة العدو الصهيونى ومجابهته والخضوع والاستسلام لكل مخططاته وآلياتها؟! ووصولا إلى تسييد الاقتتال الداخلى كما يحدث بدموية ومذابح لا مثيل لها فى سوريا واليمن على سبيل المثال لا الحصر.
رحم الله عز وجل البطل الفريق محمد عبد الجمسى بطل حرب أكتوبر المجيدة الذى كان يرى أن التعامل مع العدو الصهيونى يجب أن يقوم على أساس استراتيجية الهجوم والهجوم الشامل على كل الجبهات وتحقيق المفاجأة الاستراتيجية. ولم يعد احد من العرب ولا قادتهم يتذكرون ذلك بل وصولا إلى إنكار هذه الأسس الإستراتيجية ، ولم يعد هناك وجودا للأمن القومى العربى فى مقابل تسييد الكيان الصهيونى وأمنه وسياساته فى أرجاء المنطقة من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنويها.
وعلى الرغم من ذلك فقد تسييدت الاستراتيجية العسكرية الصهيونية بعدوانية آلياتها وبغاياتها الاستعمارية التوسعية والتى حددت أهدافها بدقة ورسمت أساليبها وطرق تنفيذها ومراحلها طبقا لمجريات الواقع وتطوراته من أجل تسييد ما تدعيه حول قومية الدولة الصهيونية وتأكيد أمنها القومى الصهيونى وحقوقها التاريحية فى المنطقة والتى تدعيها كذبا ونحو السعى والوصول إلى إسرائيل الكبرى.
وعلى أرض الواقع فإن توجيه الضربة الأولى هى العقيدة الأساسية التى تتبنها الدولة الصهيونية وتهدد بها كافة الدول المحيطة بها وبما يفقد هذه الدول أمنها وسيادتها وتؤسس لتسييد الخوف بداخلها ومن الآخر من قتالهم وإفقادهم الحرب الوقائية أو الإستباقية.
وأصبح جيش العدو الصهيونى الآن قائد المنطقة عسكريا وأصبحت المجالات الجوية الدولية ساحة للجيش الصهيونى يتحرك فيها كما يشاء واستخدامها ساحة للهجمات الصهيونية العسكرية على سوريا ولبنان والفلسطنيين وسواء على مستوى العمليات الخاصة او على مستوى كونه جيشا نظاميا ومن منطلق تسييد استراتيجية الأمن الصهيونى التى تعتمد فى أساسياتها على إسباقية الهجوم السريع والنصر الحاسم والخاطف ونقل المعركة لأرض العدو.
ركزت استراتيجية الأمن الإسرائيلى على هذه الاستراتيجية وتطويرها بتحقيق الضربات السريعة عن بعد عبر البر والبحر والفضاء، باستخدامات التطورات القتالية التكنولوجية المستحدثة وكما يؤكد القادة العسكرين على ذلك: “استباق العدو بشن هجوم عليه عندما تؤكد الدلائل أنه ينوي شن الهجوم علينا ؛ وفقط عن طريق العمل الهجومي زمنيا ؛ نكسب ما لا نستطيع كسبه عن طرق استغلال رقعة ما من مجالنا وهذا يعني توسيع العمق”.
وتؤكد “وثيقة الجيش الإسرائيلى “استراتيجية الجيش” والتى تصدرت الصحف العالمية فى أغسطس 2015، باعتبارها الأولى من نوعها في تاريخ الجيش الإسرائيلي، والتى جرى توزيعها على وسائل الإعلام الإسرائيلية، لإطلاع الجمهور على النسخة العلنية من الاستراتيجية، والتى تعتبر حجر الزاوية التاريخي في مسار التاريخ الأمني “القومي” في إسرائيل، لأنه للمرة الأولى يحدد الجيش الإسرائيلي لنفسه نظرية أمن قومي شاملة يحكم من خلالها الطريقة التي سيتصرف بها في أوقات السلم والطوارئ والحرب ، وتتضمن الخطوط الرئيسية لهذه الاستراتيجية فى استعراض للكيفية التي سيرد فيها الجيش الإسرائيلي في حال نشوب أي مواجهة على الجبهة القتالية المرشحة: الشمالية والجنوبية والبعيدة، هذا الرد المتمثل بقصف عشرات الآلاف من الأهداف ، وغزارة نيران قوية، ومن هذه الخطوط الرئيسية التى تشملها الوثيقة:
ــ تراجع التهديد على “إسرائيل” من قبل دول المنطقة، مقابل زيادة تهديد المنظمات الإسلامية.
ــ اعتبار أن انتصار الجيش الإسرائيلي يكمن في تحقيق الأهداف المحددة ، وليس تقويض سلطة العدو أو احتلال أراضيه.
ــ الجيش الإسرائيلي لن يبادر بالحرب ضد أعدائه ، ولكن إن فرضت عليه الحرب ، فهو سيختار الهجوم وليس الدفاع.
ــ في حال نشوب مواجهة جديدة، سيتم قصف عشرات الآلاف من الأهداف في أرض العدو، لبنان وغزة، وعلى الجيش الإسرائيلي إقامة بنك أهداف خاص.
وتحدد استراتيجية الجيش بالقدرة على تحقيق:
أ ــ الحسم والإنذار والدفاع عن النفس والردع
ب ــ تحقيق قوة ردع كافية
ج ــ التخلص من التهديدات
د ــ إبعاد جولات المواجهة
هـ ــ الحفاظ على قوة ردع عسكرية تضمن عدم الاعتماد على الدفاع عن النفس فقط، بل المبادرة للهجوم إذا اقتضت الضرورة
و ــ استخدام القوة بصورة حازمة لضمان نصر واضح وساحق بناءً على أسس الحروب في القانون والقانون الدولى
كما تركز “وثيقة الجيش الإسرائيلي” على تطوير العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة ودول محورية في المنطقة والعالم، وإيجاد بؤر مساندة والحفاظ على اتفاقيات السلام، والحفاظ على التفوق العسكري القائم على جودة العامل البشري والوسائل التكنولوجية المتطورة، وما يرافقها من استخبارات متنوعة.
وتطالب الوثيقة بإيجاد فترات هدوء طويلة للحفاظ على الحصانة الاجتماعية ، وترميم الجبهة الداخلية، والاستعداد من جديد للأخطار، ويتوجب إيجاد حالة من الردع أمام الأخطار المحدقة بـإسرائيل عبر استخدام كامل القوة العسكرية إذا اقتضت الحاجة.
في حالات الهدوء، تطالب الوثيقة أذرع الأمن الإسرائيلية بمواصلة العمل الموحد للمس بالمنظمات المعادية، وإبعاد خطرها، وتقوية الردع عبر إيجاد حالة من التهديد المتواصل والموثوق، وفي حالة الحرب والطوارئ على الجيش العمل السريع على إبعاد ودفع الأخطار، من خلال تقليل الضرر اللاحق بـإسرائيل ، وتقوية الردع على المستوى الإقليمى.
فأين أنتم يا عرب ويا زعماء العرب ويا قادة العرب ويا شعوب العرب من ذلك؟ وماذا تنتظرون؟!! هل تنتظرون أن يحدث لكم مثل مايحدث من مجازر دموية فى سوريا واليمن وفلسطين؟!
موضوعات تهمك:
فعاليات الأمن القومي الإسرائيلي
عذراً التعليقات مغلقة