اتهمت الأمم المتحدة، اليوم الخميس، طرفي النزاع باليمن، بعرقلة العمل الإنساني في البلاد، وحرف مسار المساعدات الإغاثية. جاء ذلك في بيان صحفي أصدره منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، جيمي
ماكغولدريك، بمناسبة “يوم العمل الإنساني”، الذي يوافق تاريخ 19 أغسطس/ آب من كل عام، وصل الأناضول نسخة منه.
وأعرب المسؤول الأممي، عن قلقه الشديد من “انحسار مساحة العمل الإنساني نتيجة لمواصلة أطراف النزاع اليمني عرقلة وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين في الوقت المناسب”.
وقال ماكغولدريك، إنه “على مدى شهور واجه شركاء العمل الإنساني (المنظمات الإنسانية) تأخيرات من السلطات في صنعاء (الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح) لتسهيل دخول عمال الإغاثة إلى اليمن، كما واجهوا تدخلات في تسليم المساعدات الإنسانية”.
وأشار إلى أن الشركاء الإنسانيين واجهوا عراقيل من “الحوثيين”؛ منها خطف وسائل نقل إنسانية، وأخرى تتعلق باختيار المؤسسات المحلية المنفذة للمشاريع الإغاثية، في إشارة إلى فرض “الحوثيين” على الأمم المتحدة، منظمات محلية موالية لهم، لتنفيذ أنشطتها.
وأضاف: “كان هناك كذلك حوادث متزايدة لعمليات حرف مسار المساعدات الإنسانية عن طريقها إلى المستفيدين المستهدفين في مناطق تحت سيطرة سلطات صنعاء”، في إشارة لتوجيه المساعدات لمناطق غير تلك المستهدفة.
كما اتهم المسؤول الأممي، الحكومة اليمنية، بعرقلة العمل الإنساني في مناطق سيطرتها ونهب المساعدات واختطاف وسائل نقل إنسانية، وخصوصا في محافظة تعز، جنوب غربي البلاد.
وقال: “كما يساورني القلق بشكل خاص حول نهب مساعدات الغذاء ومواد إنسانية أخرى في تعز”.
وأشار إلى أنه منذ يناير/ كانون الثاني الماضي، تم خطف 11 مركبة تابعة لمنظمات إنسانية في مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة.
وذكر أن العمل الإنساني “يواجه ضغطا متواصلا، وهناك حاجة ملحة لتوسيع الاستجابة الإنسانية”.
ودعا أطراف النزاع إلى احترام التزاماتها بالقانون الدولي الإنساني، والعمل على تسهيل وصول آمن وبدون إعاقة للإغاثة الإنسانية في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وفي ذات السياق، أعلن المسؤول الأممي، خلال مؤتمر صحفي عقده في العاصمة صنعاء، اليوم، أن الأمم المتحدة “اضطرت إلى رفع عدد المحتاجين للمساعدات الإنسانية باليمن إلى 20 مليون نسمة”، أي بزيادة 2 مليون عن الأرقام السابقة.
وكشف ماكغولدريك، أن مجتمع العمل الإنساني في الأراضي اليمنية، تمكن من الوصول إلى 5 ملايين و900 ألف نسمة من المحتاجين للمساعدات الغذائية والإنسانية.
ومنذ 26 مارس/آذار 2015، تدور حرب في اليمن بين القوات الحكومية، مدعومة بتحالف عربي تقوده السعودية، من جهة، ومسلحي “الحوثي” والقوات الموالية لـ”صالح”، المتهمين بتلقي دعم عسكري إيراني، من جهة أخرى، والذين يسيطرون بقوة السلاح على محافظات، بينها العاصمة صنعاء، منذ 21 سبتمبر/ أيلول 2014.