شعر :أحمد دياب
أكتب على يديك لغة تتجاوز فيها من عرفت
وما لم تعرف
الأبطال لا تعلو أصواتهم طالما لم تشف احلامهم من استرداد كرامة ما
حين تطفو الوجوه على مياة اقليمية لحدود الجرح
وحين نفضي الى أمهاتنا بموت منتظر
والنهايات أقرب من غمضة عين
الشروع فى مكون حقيقي للمكان والنور
ذلك الذى يتسرب من أدمغتنا
مباشرة كصهيل مشوش
كن كموسيقى عُزفت على أطلال قديمة
وأوسعت الليل بالريح غير المؤذية
كن اغنية لم تغن
فى فرح عذراء لم يجرب العطر سطوته فى أنفها
ككمنجة على حائط أبنة ملحن مات
متاهة ندخلها لا لرغبة فى نزال المستحيل
أو قتل الفراغ اللزج فى غرفنا
بل متاهة العرافين حين يبان على شفاههم
أسرار التطوح وما وراء الوراء وتهطل على صدورهم أحرف المدد
نحن بلا ضمان
بلا أغطية كافية للتستر
الغائبون لهم أماكنهم
ولنا المشي خلف جنازات القصائد
ندس تمائمنا فى ريش الحمام الزاجل
عله يصل الى باب غفلة الروح
ندخل أوان غير الأوان
الوقت ضيق كأوردتنا
والنهار قليل الخطو
موزع بحرفية على طرق لا تؤدي
الى أرواح تركناها فى السنوات البعيدة
إناس تناسيناها
فوق مدرجات الدراسة وفى محطات الأمسيات
كم من مقاعد فى مقاهي لا تذكرنا
سمرنا أجسادنا على خشبها وثرثرنا
وحاسبنا لإناس غرباء لا نعرفهم
نحن بلا اسماء
وبلا فانلات تقينا نظرات المغفلين
ما لنا والجروح التى أسودت
من النبض المفضي الى الذاكرة
لن نرى حتى لا نصاب بعمى الترقب
انه الكي على صوابعنا الكانت
تزخرف حوائط البيوت قديمة
واعتاب مهجورة من أيام الطيبين
وفخار قلة كان الشارع يشربها
مالنا يبسنا وترملت مواعيدنا
حيث لا احد فى انتظارنا
ولا عيون البنت الواقفة خلف باب معتم
تركت كل شىء لترى الذي يمر
بجلبابه المعطر فى عصاري طوى وقتها
سهوا تسط المرايا
سهوا تهبط طيور الصيف
تلقط ما وقع من أحرفنا
فمن يهشها؟
ومن يقتفى أثرها فى دروب الغياب
يا حبيبي من يكتبني غَيرك
ومن اكتبه غيرك أيضا
لا تمشي …
حتى لا أنقي بعدك نبق الحلم
فبما اننا صاهلون
ثمة سلالم الى فوق
كل شىء هنا ليس لنا
الفرح بمقاس صاحب الفرح
الموسيقى لا تصل لمسامع جيران
لم يدعهم احد
قلت لي احفظ طريق العودة
حين يعفرتك الحلم
لتروح لآخر الأخر
انا تهجيت مربعات الموت ولا موت
قلت أرتل للعاجزين الدامعة عيونهم
للواقفين فى طلل البراءة
لا تكتب على يدك اسماء من صافحوك
الاكف لا تحفظ غير أسماء الحميمين
المتحابين المرابطين حول طبلية الليل
انا يهددني الغياب
والشمعة لا تسال الفراشة أنيَّ النار
البحر لا يسأل الصيادين
ان سمكي يحب الغرق
معطلة آبار المرايا حيث لا وجوه تبتسم لنا
هنا الرمل تقضي حاجته
فى جذع شجرة غير مثمرة
هنا البنايات تلفظ أولادها
فلا لون ولا السماء زرقاء
لىّ الحزن فلا تتبعنى
وجاوز الريح إن طرت
انا راجع ..
المسافة لا تقبل القسمة على خطوتين
والسيجارة التى فى يدى رميتها هناااك.
اقرأ/ى أيضا : “مؤتمر ادباء مصر” بين الماضى والحاضر
عذراً التعليقات مغلقة