الأسباب البعيدة في الهجوم الإرهابي على مسجدين في نيوزيلندا

محرر الرأي17 مارس 2019آخر تحديث :
الأسباب البعيدة للاعتداء الإرهابي في نيوزيلندا
الأسباب البعيدة. الهجوم الإرهابي. المسجدين. نيوزيلندا

الأسباب البعيدة والاعتداء الإرهابي في نيوزيلندا

انارة للافكار الاهم في الموضوع:

  • دعم الغرب لأنظمة القتل والتوحش والاحتلال يساهم في إغلاق الدائرة الدموية المستعصية، التي تخلف دمارا لكل من يلعب فيها.
  • أهم أسباب الصراعات الطغيان الوحشيّ لأنظمة الاستبداد والاحتلال الإسرائيلي وصعد حلف بين اليمين المتطرف وهذه النظم.
  • لا يمكن تجاهل مثال إسرائيل التي دخلت حمأة الصراع بإعلانها «دولة لليهود» وبتأكيد رئيس وزرائها أنها «ليست دولة لكل مواطنيها».

للاطلاع على: خفايا المجزرة الطائفية في نيوزيلندا

* * *

المقال:

يقدم الهجوم الدموي على مسجدين في مدينة «كرايست تشرش» في نيوزيلندا والذي أدى إلى وقوع عشرات القتلى والجرحى مجموعة من المفارقات الرمزية الكبيرة التي تحفل بها هذه الحقبة الزمنية العصيبة من تاريخ البشرية ككل، وليس فقط تاريخ الإسلام والمسلمين.

أول هذه المفارقات وقوع الاعتداء الإرهابي في نيوزيلندا، البلد القصي الذي يندر أن يسمع أحد بأخباره، والذي يلعب ابتعاده الجغرافي الهائل عن مراكز الأحداث الكبيرة في العالم دوراً في ندرة حضوره وضآلة تأثيره في قضايا العالم، وهو أمر يبدو معناه، أو القصد منه، هو أن لا مكان جغرافيا على الكرة الأرضية بمنأى عن الصراعات الكبرى.

اقرأ/ي أيضا: من يدفع ثمن الفشل الاستخباراتي العالمي

ثاني هذه المفارقات، على ما يظهر، هو اختيار مدينة «كرايست تشرش»، والتي تعني «كنيسة المسيح»، للاعتداء، والمقصود منه طبعا، هو إعطاء طابع دينيّ للاعتداء، يضع حدا دمويا فاصلا بين المسيحيين والمسلمين.

وهو أمر يعيدنا ببساطة إلى زمن قريب حين حدد أسامة بن لادن «فسطاطين» فاصلين بين الجماعتين، وأسس «قاعدة الجهاد ضد النصارى واليهود»، وإلى زمن بعيد حين تعرض العالم العربي الإسلامي إلى الحملات الصليبية.

وفي هذه الحرب المفترضة بين «الشرق الإسلامي» و«الغرب المسيحي» (رغم أنهما يحملان رايتي دينين مشرقيين!)، لا يمكن أبدا أن نتجاهل المثال الكبير الذي تقدمه إسرائيل التي قررت الدخول في حمأة هذا الصراع بإعلان نفسها «دولة لليهود» وبتأكيد رئيس وزرائها أنها «ليست دولة لكل مواطنيها».

اقرأ/ي أيضا: ألم يبلغ السيل الزبى بعد؟

في هذه الحرب التي تستخدم فيها الأديان والعناصر الرمزية الكبيرة يقتل مواطنون نظراءهم على أسس دينية، وتستثني إسرائيل المسلمين والمسيحيين والدروز من بطاقة «ڤي آي بي» التي يتمتع بها اليهود فحسب.

وتصعد أشكال التطرف الديني الإسلاموي كـ«القاعدة» وتنظيم «الدولة»، والعرقيّ كأحزاب اليمين المتطرف الأوروبي، ويرتفع زعماء الشعبوية ونزعات الانفصال واقصاء الآخرين وتحضر ذكريات الحروب العالمية المدمرة.

في المقابل تغيب الأسباب الحقيقية للصراعات، وأهمّها طبعا أشكال الطغيان الوحشيّ لأنظمة الاستبداد، ونظام الاحتلال الإسرائيلي، ويصعد حلف كبير بين الاتجاهات اليمينية المتطرفة وهذه النظم.

اقرأ/ي أيضا: ربع الساعة الأخير

ولا غرو أن يدفع المسلمون الفاتورة الأكبر لهذه الاتجاهات، وذلك عبر دعم الغرب لأنظمة القتل والتوحش والاحتلال، وهو ما يساهم في إغلاق هذه الدائرة الدموية المستعصية، التي لا تخلف إلا الدمار لكل من يلعب فيها.

المصدر: القدس العربي – لندن

للاطلاع على:

معاني الكلمات على اسلحة المجرم
سلاح. عبارات عنصرية. طائفية. السلاح المستخدم الهجوم الارهابي
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة