مع حالة الاحتقان الشعبي الكبرى التي يعيشها الاردنيون هل يستقيم معها ان تقدم الدولة على صب مزيد من الزيت على نار الغضب؟
رفض شعبي أردني للتطبيع يخدم الدولة في علاقاتها الخارجية مع الجميع أي أن السيولة ان اجبرنا عليها سيكون الموقف الشعبي سبيل معقول لتصليبها.
هناك غياب قدرة الحكومة على تقديم رواية تفسر لنا لماذا ذهبت الحكومة لهذا الاتفاق؟ ما الإكراهات أو العوائد التي جعلت الدولة تمزج بين الاحتقان والتطبيع؟!
* * *
بقلم: عمر عياصرة
حين تقرر الدولة الذهاب لعملية تطبيع كبرى مع الجانب الاسرائيلي، في ملف حساس عنوانه الامن المائي، كان الأجدر بها ان تراعي امرين هامين وحساسين.
الاول منهما حالة الاحتقان الشعبي الكبرى التي يعيشها الاردنيون، وهل يستقيم معها ان تقدم الدولة على صب مزيد من الزيت على نار الغضب.
الثانية تتعلق بغياب قدرة حكومية بتقديم رواية تفسر لنا لماذا ذهبت الحكومة لهذا الاتفاق، ما هي الاكراهات او العوائد التي جعلت الدولة تمزج بين الاحتقان والتطبيع.
الاردنيون شعبيا رافضون للتطبيع، وهذا في المحصلة موقف يخدم الدولة في علاقتها الخارجية مع الجميع، بمعنى ان السيولة ان اجبرنا عليها سيكون الموقف الشعبي سبيل معقول لتصليبها.
المفاجئ ان النخب تحديدا المتوافرة لدى المستوى الرسمي، او التي كانت من المستوى الرسمي السابق، تعاني من حالة صمت ولجام غريب في قدرتها للدفاع عن موقف الدولة.
وما يعمق الرفض صمت الحكومة منذ انطلاق معلومة توقيع اتفاقية المبادئ، الصمت مريب وغريب وأشعرنا بأن الاستحياء مرتبط بخطيئة كان الاجدر الاشتباك معها.
مجلس النواب عبر عن كل تلك الحالة التي تحدثت عنها في السطور السابقة، جاء ليرفض وينسحب من الجلسة، مما يجعل المشهد اكثر تعقيدا.
من النواب من يرفض الاتفاقية مبدئيا دون اعتبار للجو السياسي، ومن النواب من يراقب المبررات، ويرغب ان تتحدث الحكومة عن اسباب التوقيع، وخطة التحرر منه ولو بعد حين.
* عمر عياصرة كاتب وإعلامي، عضو مجلس النواب الأردني
المصدر| السبيل الأردنية
موضوعات تهمك: