وجه السكان المحاصرون في الموصل القديمة نداءات استغاثة في ظل استمرار عمليات القصف المدفعي والجوي وعدم السماح لهم بالخروج، مما تسبب بمقتل أعداد كبيرة من المدنيين
وحدوث مجاعة وصفوها بالكبيرة، بينما تحدثت الأنباء عن مصرع 19 مدنيا في قصف جديد لقوات التحالف اليوم على حي غربي الموصل.
وجاءت استغاثة المحاصرين في الموصل القديمة بعد وصول المعارك إلى أحياء السرجخانة والفاروق وباب جديد وباب لكش.
وتقبع آلاف العائلات العراقية في الموصل القديمة بين سندان تنظيم الدولة الإسلامية ومطرقة التحالف الدولي والقوات العراقية حبيسة القتل والجوع، حيث ما زالت مئات الجثث تحت الأنقاض في أحياء عدة بعدما فشلت فرق الدفاع المدني في الوصول إليها.
وتأتي هذه المعاناة في وقت أكدت فيه مصادر عسكرية من الموصل أن قوات الرد السريع وقوات مكافحة الإرهاب غيرت مواقعها وتكتيكاتها لتقدم الدعم لقوات الشرطة الاتحادية.
وإزاء الوضع الإنساني المتفاقم طالب المرصد العراقي لحقوق الإنسان الحكومة العراقية بضرورة فتح ممرات جوية لإلقاء المواد الغذائية على المحاصرين في أحياء الموصل.
وبحسب مصادر إغاثية، يلجأ نحو ربع مليون مدني محاصر إلى الاعتماد على الأعشاب لتجاوز مرحلة المجاعة.
من جهتها، قالت منظمة الهجرة الدولية إن المعارك مع تنظيم الدولة أثرت على حياة خمسة ملايين نازح عراقي، وإن حجم البنية التحتية المدمرة يوحي بتعريض السكان لخطر العقاب الجماعي.
واشتكت المتحدثة باسم منظمة الهجرة الدولية في العراق ساندرا بلاك من قلة الموارد لإغاثة النازحين، وأشارت في مقابلة مع الجزيرة من أربيل إلى أن أغلبية النازحين يودون العودة لمنازلهم لكنهم لا يستطيعون إما بسبب الأوضاع الأمنية أو دمار منازلهم إضافة للبنى التحتية والمدارس والمراكز الصحية في مناطقهم.
وأوضحت أن منظمتها تسعى بالتعاون مع الحكومة العراقية إلى إعادة تأهيل مرافق البنى التحتية والمدارس والمراكز الصحية وأنظمة تصفية المياه لتهيئتها لعودة النازحين.
مخيم جديد
وفي سياق متصل، افتتحت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اليوم في غرب الموصل مخيما جديدا لإيواء النازحين من الأحياء التي استعادت قوات الحكومة العراقية السيطرة عليها. وتوقعت مسؤولة إعلام في مكتب المفوضية في أربيل أميرة عبد الخالق خلال جولة على مخيم حمام العليل تدفقا للنازحين.
وأوضحت “عندما يأتي النازحون إلى هنا نسجل أسماءهم ثم نعطيهم مواد غير غذائية ومياها ونحدد لكل منهم في أي خيمة سيقيم، هم يأتون إلى هنا من مركز العبور على متن حافلات توفرها الحكومة”.
وبذلك أصبح في حمام العليل ثلاثة مخيمات متلاصقة، الأول أنشأته الحكومة العراقية ثم عهدت بإدارته إلى المفوضية، في حين أنشأت المخيمين الآخرين المفوضية بنفسها، وهي تشرف على المخيمات الثلاثة بواسطة جهات متعاقدة معها.
وعندما تستعيد القوات الحكومية السيطرة على مبنى أو شارع أو حي في الموصل تعمد أولا إلى إخلائه من السكان المدنيين الذين تنقلهم إلى مركز إيواء مؤقت هو عبارة عن خيم ضخمة يقضي فيها الأطفال والنساء بضعة أيام بانتظار انتهاء التحقيقات مع الرجال والشبان، وعندما يثبت عدم ارتباط هؤلاء بتنظيم الدولة ينقلون مع أسرهم إلى أحد المخيمات حيث تقيم كل أسرة في خيمة وحدها.
ضحايا مدنيون
في غضون ذلك، قالت مصادر للجزيرة إن 15 قتيلا سقطوا في حي الصحة غربي الموصل جراء قصف مدفعي للقوات العراقية.
كما قال ناشط عراقي مقتل 19 مدنيا اليوم في قصف جوي للتحالف الدولي على حي الإصلاح الزراعي غربي الموصل، والذي لا يزال تحت سيطرة تنظيم الدولة.
وبحسب الناشط أحمد علوان -الذي نقل عن مصدر عسكري- فإن القصف أسفر أيضا عن تدمير منزلين بالكامل.
وفي تطور متصل، أعلن قائد عمليات “قادمون يا نينوى” الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله في بيان استعادة قوات الحشد الشعبي العراقية صباح الخميس السيطرة الكاملة على قضاء الحضر في اليوم الثالث من انطلاق العملية العسكرية لاستعادة المنطقة التي تضم موقعا تراثيا مدرجا على لائحة اليونسكو للتراث العالمي.
وكالات