احمد الرافعي الممثل المصري الذي اشتهر مؤخرا بدور الإرهابي في حلقة مسلسل الاختيار الأخيرة، أثر تأثيرا بالغا في المشاهدين، لدرجة أنهم سحبوا بساط الحديث عن المسلسل إلى الحديث عن شخصه وأفكاره ومن يكون.
الأمر بدء حينما انتقد بعض الإسلاميين من أصحاب توجه الاسلام السياسي، على اظهار كل الإرهابيين بلحى ونسائهم منتقبات ومتجهمين متهمين بيتر ميمي مخرج المسلسل بتشويه ما يخص الاسلام على حد زعمهم، في وقت لاقت تلك الانتقادات سخرية كبيرة من المعجبين بالمسلسل والمهتمين ببطولة ضباط الجيش في سيناء.
إلا أن ظهور الممثل احمد الرافعي في دور إرهابي يعمل كمفتي لجماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية في شبه جزيرة سيناء، بمسلسل الاختيار، جعل الحديث يظهر عليه، خاصة وأنه أدى دور شخصية بشوشة ويبتسم دوما وفقا لما رسم الإخراج شخصية الإرهابي الذي يلعب دوره، ما دفع الكثيرين للاهتمام، بينما علق البعض كون الإرهابي هذا اليوم كان بشوشا فبطلت حجة أنصار التيار الإسلامي على حد قولهم.
بينما من شدة الاهتمام بمن أدى دور الإرهابي، وكون علاماته التعبيرية وطريقة حديثه قريبة الشبه جدا بطريقة أنصار التيار الإسلامي المتدينيين منه خاصة، دخلوا إلى صفحته الشخصية على موقع فيسبوك، ووجدوا فيها منشورات مختلفة.
جولة في حساب احمد الرافعي
في صفحة الممثل الرافعي، يتبين لنا أنه يضع صورته الشخصية بلحيته المعروفة في المسلسل كصورة شخصية، وخلفية ذلك صورة مميزة لصورة بوستر المسلسل الذي يشارك فيها الاختيار، والذي يظهر الفنان أمير كرارة الذي يلعب دور الشهيد احمد منسي وعلى يديه الصقر.
وفي المنشورات التي يقوم بنشرها فإنها تختلف ما بين المزاح، وما بين إعادة نشر لمقتطفات من دوره في مسلسل الاختيار، بالإضافة إلى نشره امتداحا للمسلسل من قبل معلقين، لكن أبرز ما نشره مؤخرا هو للرد على اعتباره ارهابيا.
بالعودة إلى تواريخ قديمة فإن الرافعي قام بنشر منشور يتحدث فيه عن نفوق الراحل فرج فودة المنظر العلماني الشهير الذي راح ضحية تصعب بعض المتطرفين الذين قتلوه في التسعينيات، ليعلق الرافعي: “انها المرة الاولى التي يظهر فيها المصريون الفرح لموت انسان، (ذكرى نفوق فرج فودة)”، كان ذلك التعليق قريبا جدا، قبل نحو عام فقط.
بالعودة إلى عام 2011 إبان الثورة المصرية واستقطابات الدين والسياسة وقتها بين العلمانيين والاسلاميين برعاية الاستخبارات، كان الفنان احمد الرافعي قد سجل اعجابه بعدة صفحات سياسية، أبرزها: “حماية الشريعة الاسلامية في الدستور المصري، لا لتصدير الغاز لإسرائيل، الازهر المرجعية الوحيدة للاسلام في مصر”.
غير ذلك فإن حساب الممثل مغلق ولا يوجد به شئ آخر.
ويتبين مما كتبه الرجل أنه بالفعل له خلفية متدينة وهذا لا يعيبه وإن كان في نفس الوقت يسير على خطى الدولة في كل كبيرة وصغيرة، بل إنه يعتبر الأزهر الشريف مرجعية دينية، وفي تصريحات تلفزيونية له قال الرافعي: “إننا نقول عن التكفيريين الذين وجهوا رصاص سلاحهم لصدور أبنائنا، نفوق، ولا يوجد فرق بينهم وبين من وجه رصاص أقلامهم لعقول أبنائنا”.
بكل وضوح الرجل يؤكد أنه يأخذ خط الدولة سياسيا ودينيا بل إنه ذهب في تدوينة أخرى له ليقول أنه بالفعل كتب ذلك ولا يخجل منه، ويرى أن ما فعله صحيح تماما، مؤكدا أنه لا يخجل مما كتبه وهذا رأيه الذي يتفق مع أفكاره. فالممثل المشتهر مؤخرا ذكرها في تصيرحاته الإعلامية وذكرها أيضا في تدوينته الأخيرة للدفاع عن نفسه والتي قال فيها: “وأنني لم أكن في يوم من الأيام و لن أكون إن شاء الله منتميا لأي من التيارات أو الجماعات الدينية أو الفكرية المنحرفة المتطرفة سواء من تطرف منها يمينا كالخوارج التكفيريين، الإخوان أو المتمسلفة أو يسارا كمن يسمون أنفسهم بالحداثيين و أشباههم”.
لذا فإنه بالنسبة للدولة فإن احمد الرافعي برئ.
لكن بالنسبة لآخرين؟
بالنسبة لآخرين فإن الوضع يختلف وهنا يمكن السؤال من هم هؤلاء، من أي تيار سياسي؟
إذا كنا نتحدث عن الآخر باعتبارهم الاسلاميين فإن رأيهم معروف فيما يخص احمد الرافعي، لكنه يحمل حدين، الأول في أحمد كممثل أدى دور إرهابي في مسلسل يمتدح بطولات الجيش المصري في سيناء في محارية الإرهاب التكفيري ويشوه الاسلاميين فهو شخص هكذا “منحرف”، والثاني في احمد الرافعي كاتب التدوينة التي يعتبر فيها فرج فودة المنظر العلماني الراحل نافقا (بالمناسة كلمة نفوق أو نفق أو نافق، هي من أدبيات التيارات السياسية المصرية بمختلف أطيافها، لكن يختلف استخدام تلك الكلمة بالنسبة إليهم حسب المتوفي).
أما بالنسبة للتيارات غير الاسلامية، فإن احمد الرافعي في نظرهم بنفس الطريقة على اختلاف النظرة، فهو يجسد بطولة جيش وطنه ضد أعداءه من المتطرفين الإرهابيين، وفي الوقت ذاته، أما الشخصية الثانية، فهي الشخصية المنحرفة التي تعتبر فرج فودة المنظر العلماني الراحل نافقا، وهي نفس آراء المتشددين الاسلاميين لذا فهو منهم على الأرجح أو من الدولة ذات الاتجاهين.
لذا فإن أي حوار بينهم لن يكون مثمرا، إلا إذا تم حذف كلمات مثل “نافق” و”منحرف” و”معهم” من مضبطة الحوار.
موضوعات تهمك: