أظهرت دراسة بريطانية حديثة، أن دواءً يستخدم على نطاق واسع لعلاج أمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب المفاصل والأمعاء، يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد.
الدراسة أجراها باحثون بكلية الطب جامعة دندي البريطانية، بالتعاون مع جامعة كوين مارى، ومعهد ويلكوم سانجر للأبحاث، ونشروا نتائجها اليوم الإثنين، في دورية (Nature Communications) العلمية.
دواء “أزاثيوبرين” الذى يصيبك بسرطان الجلد :
وأجرى الفريق دراسته لرصد الآثار الجانبية لعقار “أزاثيوبرين” (Azathioprine) على الجلد، حيث يستخدم هذا الدواء لعلاج أمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب المفاصل والأمعاء والأوعية الدموية، بالإضافة إلى قمع جهاز المناعة، بعد عمليات زراعة الأعضاء.
وللوصول إلى نتائج الدراسة، أجرى الفريق تحليلاً للتغير في الطفرات الجينية لأورام سرطان الخلايا الحرشفية للجلدية، وهو شكل شائع من سرطان الجلد، لدى 37 مريضًا بهذا النوع من السرطان، تناول معظمهم عقار “أزاثيوبرين”.
ووجد الباحثون، أن استخدام عقار “أزاثيوبرين” يترك بصمة جزيئية في الجلد، ما يزيد من تطور سرطان الخلايا الحرشفية للجلدية ، وكشفت الدراسة أن هذا العقار يؤدي إلى زيادة حساسية الجلد للضوء من الأشعة فوق البنفسجية، ما يساهم على الأرجح في الإصابة بسرطان الجلد.
الوقاية من اشعة الشمس :
وقالت الدكتورة شارلوت بروبي، قائد فريق البحث: “نوصي جميع الأطباء بإعطاء النصائح المناسبة حول تجنب أشعة الشمس الضارة على مدار العام، لمرضاهم الذين يتناولون عقار “أزاثيوبرين”.
وأضافت: ” أنه من المهم أن تكون الوقاية من أشعة الشمس ومراقبة الجلد والتشخيص المبكر لأمراض الجلد، جزءًا من الإدارة الروتينية للمرضى الذين يتناولون دواء “أزاثيوبرين”.
فيما قالت الدكتورة صوفيا لوويس من معهد أبحاث السرطان في المملكة المتحدة: “من المهم أن تحمي بشرتك من أشعة الشمس عندما تكون قوية؛ خاصة إذا كنت تتناول أدوية تجعل بشرتك أكثر حساسية للشمس”.
وأضافت أن “الحماية الأكثر فعالية للجلد هي قضاء وقت أطول في الظل وتغطية الرأس بالقبعة وارتداء نظارة الشمس، وارتداء ملابس ذات أكمام طويلة، ووضع كريمات الوقاية من أشعة الشمس للحماية من الأشعة فوق البنفسجية”.
وسرطان الجلد هو أكثر أنواع السرطان شيوعًا في الولايات المتحدة الأمريكية، ووفقًا لتقدير المعهد الوطني للسرطان بأمريكا، فقد تم تشخيص نحو 74 ألف حالة إصابة جديدة من سرطان الجلد فى أمريكا خلال عام 2015.