في محاولة من البشير لاحتواء الموقف الراهن في السودان، قام بدعوة القوى السياسية والحزبية، للمساهمة الراشدة في التعامل مع قضايا السودان، مؤكدا على أنه سيقوم بفتح صفحة جديدة تخلو من الإقصاء والتهميش، يأتي ذلك بعد أن أعلن النائب العام بالسودان عن عدد الدعاوى الجنائية المتعلقة بالخسائر في الأرواح ، والتي بلغت 3 دعاوى جنائية، و 13 حالة جنائية تعلقت بالسرقة والتلف.
يأتي هذا كله بعد أن شهدت السودان عدد من الاحتجاجات الغاضبة في الفترة الماضية، نظرًا لتدهور الأوضاع المعيشية في البلاد، والتي تلتها ردود من الحكومة السودانية وعدت فيها بالاستجابة لمطالب المحتجين.
البشير يسعى لاحتواء الأزمة
قال البشير، الرئيس السوداني، من خلال كلمته التي ألقاها بمناسبة الذكرى الـ60 للاستقلال: “نوشك على عبور الأزمة الاقتصادية والدخول في إصلاحات كبيرة، ولدينا شراكات دولية وعربية متعددة لدعم الاقتصاد السوداني”.
وأضاف: “بلادنا قطعت شوطا كبيرا في مسار بناء الدولة والمجتمع، لكنه لا يزال دون مستوى الطموح”.
وأكد البشير أن مؤسسات الدولة وضعت استراتيجية للخروج من الأزمة، تعتمد على الإنتاج، لافتا إلى أن ميزانية العام المقبل وضعت برؤية جديدة لتجاوز الأزمات الراهنة وتخفيف معاناة السودانيين.
وشدد الرئيس السوداني على أنه ستتم محاسبة كل من توكل لهم مهام خدمة المواطنين على تصرفاتهم، مضيفا أنه “سيتم رفع الراوتب ودعم المزيد من السلع للفئات الأضعف”.
وأكد على أنه تم إبرام شراكات اقتصادية مع دول صديقة وشقيقة لزيادة كفاءة الاقتصاد، مشيرا إلى أنه “نتطلع إلى مضاعفة الجهود للبناء الاقتصادي”.
وشدد البشير على أن الحوار الجاد هو الوسيلة الوحيدة لتجاوز الخلافات، داعيا إلى نبذ العنف وحل الخلافات عبر الحوار الجاد، مبينا “ملتزمون بإجراء الانتخابات في 2020 في أجواء حرة ونزيهة تعزيزا لمبدأ التداول السلمي للسلطة”.
تقرير الخسائر
أعلن مكتب النائب العام في السودان، عن تفاصيل التقرير المبدئي بشأن التظاهرات الأخيرة التي شهدتها عدد من مدن البلاد بما فيها العاصمة الخرطوم.
وأوضح رئيس النيابة، عامر محمد إبراهيم، إن عدد الدعاوى الجنائية المتعلقة بالخسائر في الأرواح بالولاية الشمالية بلغت 3 دعاوى جنائية، وبلاغات السرقة والتلف بلغت 13حالة جنائية.
وفي ولاية نهر النيل، وصلت الدعاوى الجنائية وفقا للنائب العام إلى 6 خسائر في الأرواح، أحدها أحد عناصر القوات النظامية، ووصلت بلاغات السرقة والإتلاف إلى 41 دعوى شملت أموالا ومقار حكومية، ومحطة وقود إلى جانب متاجر خاصة
أما في ولاية القضارف (شرق) فقد بلغت الدعاوى المتعلقة بالخسائر في الأرواح 7 حالات، ودعاوى السرقات والإتلاف 136 دعوى جنائية، منها 28 دعوى جنائية خاصة بالممتلكات العامة و108 خاصة بممتلكات المواطنين.
وأفاد النائب العام بتسجيل 13 دعوى إتلاف جنائي، مع ضبط عدد كبير من المتهمين في ولاية النيل الأبيض. وفق وكالة السودان للأنباء (سونا).
وكانت المتحدث باسم الحكومة، بشارة جمعة أرور، قد أعلن في مؤتمر صحفي عن مقتل 19 وإصابة 406 شخصا، فيما أعلن وزير الدولة بوزارة الإعلام عن ضبط خلية إرهابية شمالي الخرطوم تصم 10 أشخاص.
“ارتفاع سعر الخبز” يشعل شرارة التظاهرات
ومنذ أن دعى زعيم المعارضة البارز الصادق المهدي إلى انتقال ديمقراطي للسلطة أمام آلاف من مؤيديه الذين كانوا في استقباله، بعد عودته إلى السودان بعد غياب لمدة عام، وكانت قد بدأت المظاهرات في مدينة عطبرة ثم انتشرت إلى القضارف، والعاصمة الخرطوم ومدن سودانية أخرى احتجاجا على الغلاء.
وكانت الشرارة مع ارتفاع سعر الخبز في الآونة الأخيرة، وترددت توقعات بارتفاعه أكثر بسبب رفع الدعم الحكومي المتوقع، وأحرق المحتجون عددا من المقار الحكومية والخاصة، من بينها مقر حزب المؤتمر الوطني الحاكم.
وقال شهود عيان إن المحتجين هتفوا بشعارات تطالب بإسقاط حكومة الرئيس عمر البشير، وإن الشرطة السودانية أطلقت الغاز المسيل للدموع على أكثر من 500 محتج على بعد نحو كيلومتر واحد من قصر الرئاسة في العاصمة الخرطوم الخميس.
كما ردد المتظاهرون شعارات تطالب بإسقاط النظام وحمل بعضهم الأعلام السودانية، واندلعت احتجاجات أخرى شارك فيها المئات في مدينة دنقلا أقصى شمال البلاد.
عذراً التعليقات مغلقة