إلى غسان كنفاني “الذي أنّ ورحل كريماً”

أحمد عزت سليم17 يناير 2019آخر تحديث :
إلى غسان كنفاني "الذي أنّ ورحل كريماً"

إلى غسان كنفاني “الذي أنّ ورحل كريماً”
وإلى كل وطنى شريف مناضل ضد الطغاة فى كل مكان وكل زمان

2 ــ
يا مولانا.. يا مولانا..

يا تاج الإمارة, يا فخر الملة, يا رأس الأمة

يا تاج الملوك, يا قمر الليالي

الأوحد, الأسعد, الكامل

أيها الواقف على رأسي بجنودك المخذولين

شرف الموت فضيحة الضوء وصبيحة المغلوبين

لهؤلاء لا تخضع

إنا قد بايعناك الجهاد, كي نُقتل عن آخرنا

الأرض أحلامنا والضوء والحقول وأشعة الشمس

وثمار البرتقال واللوز.

فمن ذا يسقط على الرمح المغروز في اللحم والعنق المعلق

في الجدران المجروحة بخيول التاريخ الساقطة في هذيان

المدائن, الموج

ويلتحف بالنشاشيب في الليالي الداجية :

قد علم المستأخرون في الوهل

إذا السيوف عريت من الخلل

أن الفرار لا يزيد من الأجل

فمن ذا الذي أن ورحل كريماً

ومن ذا الذي كن وعاش…؟

الظلم جاحظ غليظ العظائم بالحنظل

وظلامه ظافر,

وبشر يتطاير من مقام الجراح إلى تاريخ الرحيل,

وأسلس الجسد للمساء العقيم وتمدد في أيامه الشريدة

الآن في قلبي ندهتان مثل الحجر الأصم

لا يبرحان شقائي

محبوستان بالموت الذي تراكم على صدري

ولونته دمائي بقنديلها,

وخطوات الزمن الثقيل الغابر داست ضفائري
ورأسي مشجوجة في عمق العفن العتيق

انمحت بقاياي في صدأ القضبان الحديدية الرطبة

دعوا الدماء تخرق السموات والبشر وتهرق الأبدية

ـ دعوا الدموع تنز روحي على الأحجار الواهنة والعبارات

وتهرق حروف النداء التي تقاعست عن ندائي

ـ أبيحوني للموت فوق حد الظلام

دمي للتراب ولا تترفقوا

قافلة من هوى النهر تخلع ثوبها البالي وتتكسر

ولا تمنحها ضفاف البلاد غير آهة حبيسة

لا تستطيع الانطلاق, ودمعة يقتلها وهم التحرر

يصطادها القوادون على أدراج عكا من السيوف

التي تهاوت وتمددت في وجهي سديماً من هوان

أبيحوني للتراب ولا تترفقوا. لا أستطيع البكاء

فمن ذا الذي أن ورحل كريماً

ومن ذا الذي كن وعاش…؟

هذه البلاد, ليست لنا:

“نبيها الذي كان يجري العرق في وجهه لؤلؤاً

طالع مثل القمر, لا بل مثل الشمس والقمر

وعيون الماء تفور بين أصابعه”.

هذه البلاد, عارية:

مكسوة بكأس من نبيذ, والعار يجيء بهياً

يركب الصافنات في عز النهار, ولا شيء خوله غير الهزيمة .

يتمتم بالأغنيات ويصهل عند الشروق,

فرحاً بالصباح,

ثم ينادي بأعلى صوته عند الظهيرة

والهوان قد استوى في كبد السماء

خذني إليهم.. خذني إليهم ..

فتضج حتى تتغلل في منتهى التلعثم.. العيون,

مرة حين لا يترقرق النسيم على أعطافنا

ومرات حين تصير الحروب تدق أعظامنا

إكسر سيفك الآن

وأقعد في بيتك

واتخذ سيفاً خشبياً

فقد تسبقك أعضاؤك إلى الجنة

لا, بل إلى الحور وجواهر القصور

لكنك لن ترى في السماء إلا الليل

“ولن ترى في الأرض, حين تجثو على ركبتيك

غير الرؤوس التي انحنت كي تنحر”

بؤ بإثمك

هذه البلاد ليست لنا:

نبيها الذي قال:

“جعل رزقي تحت ظل رمحي”

هذه البلاد عارية, لا

بل مكسوة الآن بالشاقلات

فمن ذا الذي أنّ ورحل كريماً

ومن الذي كنّ وعاش …

 

 

اقرأ/ى أيضا:

جديد الفنانة الأردنية ” إلهام الفضالة ” مسلسل حضن الشوك

“الطوق والاسوره” أول نص مصرى يحصل على جائزة مهرجان المسرح العربى

“هيا الشعيبى” تلقن سما المصرى درساً فى الأخلاق

google يحتفى بعيد ميلاد “داليدا” على طريقتة الخاصة

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة