تحدث إريك زمور مرشح اليمين المتطرف للانتخابات الرئاسية الفرنسية لعام 2022، أمس الأحد، عن وجوب الدفاع بشكل أوسع عن أرمينيا “الأمة المسيحية” التي تقع وسط محيط إسلام، وفقا لما نقله موقع ميدل إيست آي البريطاني.
وقال المرشح الرئاسي الفرنسي المعادي للمسلمين والهجرة، خلال زيارته لدير خور فيراب التاريخي الذي يقع على الحدود الأرمينية التركية في أول رحلة خارجية له بعد أن ترشح للانتخابات، عن الصراع التاريخي بين المسيحية والإسلام.
وأضاف أنها المواجهة الكبرى بين المسيحية والإسلام التي ولدت من جديد اليوم، حيث يراها أنها أمة مسيحية تسعى للبقاء كذلك وسط المحيط الإسلامي، مضيفا أنهم رأوا الشعب الفرنسي يفشل في أداء واجبه لأنهم الفرنسيين يتحدثون لكنهم لا يدافعون حقا عن أرمينيا.
زمور ينتمي لحزب الاسترداد، وهو ما يعني “استعادة المسيحيين لإسبانيا من يد المسلمين خلال العصور الوسطى”، ويرى على أنه موجة يمين متطرف تضرب البلاد على اعتباره ترامب الفرنسي بسبب تصريحاته المثيرة للجدل والعنيفة ضد الهجرة والإسلام.
وعلى الرغم من دعوات زامور الطائفية المسيحية، فإنه يهودي الديانة، وبحسب تقرير سابق لنيويورك تايمز، التي قالت أن المعاداة للسامية التاريخية ماتت في عين زامور، وبات يرى أن الإسلام هو التهديد الأبرز والمسؤول عن كافة الأزمات الفرنسية.
وعندما وصل إلى مطار العاصمة الأرمينية يريفان يوم السبت الماضي، استقبلته تظاهرة صغيرة بهتافات وشعارات تناهض موقفه العنصري كما رفع الكثيرون لافتات كتب عليها “لا نرحب بوجودك هنا زمور”، كما سيزور المرشح المتطرف أيضا النصب التذكاري لإبادة “الأرمن الجماعية”، بالقرب من يريفان حي تعتبر فرنسا موطن عدد كبير من أرمن الشتات، من بينه 30 دولة تعتبر القتل الجماعي للأرمن خلال الحرب العالمية الأولى بمثابة إبادة جماعية.
لكن تركيا عادة ما ترد على أن عمليات القتل التي جرت خلال تلك الحرب لم تكن جزءا من حملة ممنهجة ولا ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.
وتسيطر على أرمينيا أغلبية مسيحية خاضت وجارتها أذربيجان التي تسيطر عليها أغلبية مسلمة، ونشب بينهما صراع عسكري دموي استمر لأشهر قبل احتواء الحرب وفرض سلام تشوبه التوترات المستمرة، حيث جرت الحرب للسيطرة على منطقة ناغورني قره باغ المتنازع عليها وقتل خلال الحرب 6500 شخصا اغلبهم عسكريين.
ووافقت أرمينيا على الهدنة ووقف إطلاق النار بعد خسائر فادحة، وتنازلت عن عدد من المناطق الآذرية التي كانت تقع تحت سيطرته.
وتستمر التوترات بين البلدين منذ انهاء تلك الحرب، حيث وقعت اشتباكات عدة دامية كادت تؤدي لاستئناف الحرب، وعلى الرغم من الصراع بين باكو المدعومة من جانب تركيا، ويريفان المدعومة من الحلف الروسي، لم تصبغ الحرب بأي صبغة دينية أو طائفية، خاصة وأن أذربيجان إحدى أكبر الدول العلمانية في العالم.
موضوعات تهمك: