إرهاب اليمين المتطرف
- إدانة جريمة نيوزيلندا لا تكفي فالمطلوب وقوف دول العالم أجمع ضد حركات التطرف العنصري.
- إسرائيل مررت قانون قومية يهودية يحول الفلسطينيين إلى ضحايا لأسوأ نظام للتفرقة العنصرية «آبارتايد» بالعالم.
بقلم: شملان يوسف شملان
أثارت العملية الإرهابية في نيوزيلندا موجة غضب عالمي ضد الهجوم الإرهابي الأكبر الذي يستهدف مسلمين في الغرب. والسؤال الآن: ما هي الدروس التي يمكن استفادتها من هذه الجريمة البشعة؟
أوّل الدروس، هو أن الإجرام يمثل نتيجة طبيعية للبيئة المتطرفة التي ترفض قبول الآخرين مهما كانت طبيعة ديانتهم أو جنسيتهم أو موطنهم. والأمر المؤكد بالنسبة لنا هو أن الحركات الأصولية الدينية المتطرفة التي ظهرت في الغرب خلال السنوات الأخيرة الماضية لا تقل خطورة عن الحركات الأصولية الإسلامية، مثل تنظيمي «القاعدة» و«داعش» وغيرهما.
وثاني الدروس، وكما تفيد التقارير الدولية كلها، أن الإرهابيين مهما كانت انتماءاتهم لديهم سلوك عدائي للآخر، نتيجة مرض نفسي، وهم نتاج فكر ديني متطرف ضد الآخر من الناس المسالمين في العالم.
ثالث الدروس، أن هذا الحادث المؤلم ربما يوقظ ضمير محبي الأمن والسلام والتعايش المشترك في العالم للتعاون والتكاتف لمحاربة التطرف والكراهية والعنصرية والإرهاب في كوكبنا، فالإرهاب لا جنسية ولا دين له.
ويبقى السؤال الأهم: هل يمكن القضاء على الفكر العنصري والشعبوي البغيض الذي انتشر في أوروبا والولايات المتحدة وبقية العالم المتحضر ضد المهاجرين من دول العالم الثالث، سواء أكانوا عرباً أم مسلمين أم أفارقة أم آسيويين أم من أميركا اللاتينية؟
إن التوجهات العنصرية القائمة على رفض الآخر، والتي يروج لها الساسة في اليمين المتطرف، أصبحت مادة سياسية لكسب أصوات الشارع. وقد استغلها ساسة ورؤساء دول في الانتخابات، حيث عبروا عن رفضهم دخول المهاجرين الجدد من الشرق الأوسط وأميركا اللاتينية وآسيا وأفريقيا.
ومن المفارقات الغريبة أن الغرب، وتحديداً الولايات المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا وكندا.. وغيرها، هي قارات جديدة حققت نجاحاتها الباهرة بسبب فتح الأبواب أمام المهاجرين من كل بقاع المعمورة. وما يحدث اليوم من تدفق للمهاجرين على الدول الغربية يعود إلى تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في دول العالم النامي، الذي ساهم الغرب في تدمير بلدانه خلال فترة الاستعمار والانتداب والحماية.
إدانة جريمة نيوزيلندا لا تكفي، فالمطلوب اليوم هو وقوف دول العالم أجمع ضد الحركات المتطرفة ذات النهج العنصري، ويشمل ذلك بعض الدول مثل إسرائيل ورئيس وزرائها نتنياهو الذي مرر قانون القومية اليهودية الذي يحول الفلسطينيين إلى ضحايا لأسوأ نظام للتفرقة العنصرية «آبارتايد».
ويخطئ من يظن بأن العملية الإرهابية في نيوزيلندا كانت تستهدف المسلمين لأن الإرهابي مسيحي.. فالمسلمون المسالمون في العالم الإسلامي يتعرضون للإرهاب من متطرفين مسلمين أيضاً!
من ذلك العملية الإرهابية التي حدثت العام الماضي داخل مسجد الروضة في سيناء بمصر وراح ضحيتها حوالي 300 قتيل كانوا يؤدون الصلاة داخل المسجد. هذا بالإضافة إلى حوادث وعمليات كثيرة تم خلالها استهداف المساجد أثناء الصلاة في باكستان وأفغانستان والصومال.. على أيدي إرهابيين مسلمين.
الدول الغربية التي تتعرض لإرهاب اليمين المتطرف، فتحت الأبواب للحوار العقلاني الرشيد لدراسة هذه الظاهرة في بلدانها الديمقراطية الحرة والمنفتحة والمتسامحة..
ولعلنا- نحن المسلمين – بحاجة لفتح حوار ديمقراطي حر لمناقشة أسباب التطرف، وكيف يمكن الحد من انتشاره في مجتمعاتنا.
* د. شملان يوسف العيسى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت
المصدر: الاتحاد – أبوظبي
موضوعات تهمك:
مجزرة المسجدين.. الغرب وتحدي الإرهاب اليميني
مسلمو الغرب.. الطريق لإسقاط أبارتهايد القتل
مجزرة المسجدين.. الغرب وتحدي الإرهاب اليميني
تعريف الطائفية والزعماء الطائفيين
خفايا المجزرة الطائفية في نيوزيلندا هل هو حادث أم هجوم أم مجزرة؟
خفايا المجزرة الطائفية في نيوزيلندا
هل زيارة البابا للإمارات هي استمرار لأساسيات وسياسات الحروب الصليبية الغربية
عذراً التعليقات مغلقة