إرشادات لمن يخاطب الأطفال
يجب أن نذكر أن كل طفل يمر بمراحل النمو المعرفي التي ذكرت في هذا الفصل بالتسلسل نفسه، لكن هناك بعض الاختلاف من حيث العمر الذي يبلغ فيه طفل معين طوراً معيناً، فالأعمار المذكورة هنا هي الأعمار التي يبلغ فيها معظم الأطفال الطور المذكور، لكن يبقى هناك أطفال يتأخرون، وأطفال يتقدمون، ويصلون إلى طور عقلي معين قبل غيرهم من الأطفال بقليل.
وثمرة معرفتنا لأطوار النمو المعرفي عند أطفالنا يجب أن تتجلى في خطابنا لهم سواء في حديثنا معهم، أو في كتاباتنا لهم، أو الأفلام المصنوعة من أجلهم. ولعله من المفيد أن أذكر بعض النقاط الهامة لمن يريد أن يكتب قصة أو نصاً للأطفال:
1- يجب أن يحدد الكاتب العمر الذي يخاطبه، وأن يعرض المفاهيم التي يقدر على فهمها أبناء ذلك العمر، وأن يحذر من طرح مفاهيم تحتاج إلى عمر أكبر.
2- كلما صغر الطفل الذي تخاطبه وجب تبسيط الجملة المستخدمة، وتجنب الجمل المركبة الطويلة التي تحتاج إلى تركيز، ونضج عقلي لفهمها.
3- تجنب الحديث عن الزمن إلا للطفل الذي يدركه وبخاصة الزمن التاريخي البعيد أو المستقبلي.
4- تجنب المفاهيم المجردة إلا إن كان الخطاب موجهاً للمراهقين فوق الثانية عشرة من العمر، وهذه غلطة خطيرة وقعت فيها الكثير من الكتابات الموجهة للأطفال.
9- الأطفال يعجبون بأبطال القصص الذين يكبرونهم بسنة أو بسنتين، ويأنفون من الأبطال الذين هم أصغر منهم بوضوح، كما لا يهتمون كثيراً بالأطفال الذين هم أكبر منهم بكثير.
10- يجب تجنب التشبيهات البلاغية، والقصص الرمزية، إلا إن كانت للمراهقين القادرين على إدراك تلك التشبيهات، أو المغزى من القصص الرمزية.
11- يجب أن تطابق الرسوم محتوى النص، بحيث لا يظهر في الرسم شيء لم يذكر في النص، ولا يغيب في الرسم أي شيء كان يجب أن يظهر؛ لأن الطفل دقيق الملاحظة لذلك، وينزعج من الزيادة أو النقص، كما يجب الحرص على أن يكون الرسم ملوناً بألوان جميلة زاهية؛ لما للرسم من قدرة على جذب الطفل إلى الكتاب.
12- يجب طباعة القصة بخط النسخ الكبير ليسهل على الطفل قراءتها، ويجب تجنب كتابتها بالخط اليدوي الذي يتغير فيه شكل الحرف من كلمة إلى أخرى، لأن ذلك يربك الطفل؛ الذي يريد أن يرى لكل حرف شكلاً واحداً ثابتاً.
13- يجب ضبط النص بالشكل، بحيث يتمكن الطفل من أن يتهجى النص، ومن أن يقرأه بشكل صحيح؛ ليكون النص بمثابة درس في اللغة يُكسبه سليقة سليمة، ويقوم لسانه، وهذا ينطبق حتى على ما يكتب للمراهقين.
14- يحب طباعة القصة على ورق قوي، يخاط خياطة قوية، بحيث يتحمل الكتاب تناول الأطفال له، وبحيث يمكن لأجيال متعاقبة أو لأعداد كبيرة من الأطفال الاستفادة من النسخة نفسها، وهذا أمر متبع في أكثر ما ينشر للأطفال في أوروبا وأمريكا.
والخلاصة إن الكتابة للأطفال غير الكتابة للكبار، وليست مجرد اختصار للقصة، وتبسيط للعبارة، بل لابد لكل من يريد الكتابة للأطفال شعراً أو نثراً من أن يفهم جيداً قدرات الطفل على فهم ما يخاطب به بحسب المرحلة العمرية التي هو فيها، وبذلك يكون المربي قادراً على مخاطبة الأطفال على قدر عقولهم.
موضوعات تهمك:
كنز من المعلومات في قسم بنون حول تربية الاطفال والمراهقين، بقلم المفكر الاسلامي استشاري الطب النفسي الدكتور محمد كمال شريفة ننصح كل أب وكل أم ان يطلعوا عليه الرابط هنا
عذراً التعليقات مغلقة