تشهد الساحة السورية تطورات دراماتيكية مع سيطرة الفصائل المسلحة، بقيادة هيئة تحرير الشام، على مناطق واسعة في حلب وإدلب وحماة، مما يثير تساؤلات حول انعكاسات هذا الانهيار السريع لقوات الجيش السوري على المشهد السياسي والأمني في المنطقة.
المحتويات
تحولات ميدانية مفاجئة
خلال أيام قليلة، أعلنت الفصائل المسلحة سيطرتها على نحو 14 بلدة ومدينة في ريف حماة الشمالي خلال ساعتين فقط، بحسب رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري، حيث أثار الانسحاب السريع للجيش السوري من هذه المناطق حالة من الصدمة، وسط تقارير عن توجيهات من القيادة العسكرية بالانسحاب.
كما بسطت الفصائل نفوذها على 75% من أحياء حلب، حيث أُعلنت الأخيرة جزءًا من إدارة حكومة الإنقاذ التابعة للجولاني، التي تدير محافظة إدلب وريفها. وأكدت الفصائل سيطرتها الكاملة على إدلب، بما في ذلك مدينة معرة النعمان وعدد من القرى والبلدات.
مخاوف من زلزال استراتيجي
يصف محمود علوش، الباحث في مركز تحليل السياسات بإسطنبول، هذه التطورات بأنها “زلزال كبير” في سوريا، مشيرًا إلى الانهيار السريع للجيش السوري والمناطق المستهدفة.
ويرى “علوش” أن التصعيد الحالي هو رد فعل على قضم الجيش السوري لمناطق خفض التصعيد تدريجيًا، مشددًا على أهمية “العامل الإقليمي”، حيث رجّح وجود علم مسبق لدى تركيا وروسيا، دون تدخل مباشر من أنقرة.
من جانبه، يرى الخبير العسكري العميد تركي الحسن، أن ما يجري يعيد المشهد السوري إلى عامي 2014 و2015، عندما سيطرت الفصائل المسلحة على معظم الأراضي السورية.
وقال “الحسن” إن انسحاب الجيش السوري قد يكون محاولة للحفاظ على قواته جنوب شرق حلب، وسط غموض حول طبيعة الانهيار السريع للجبهات.
ردود أفعال دولية متباينة
على الصعيد الدولي، اعتبر ريتشارد غودستين، الخبير الاستراتيجي الأمريكي، أن هذه التطورات جاءت مفاجئة لواشنطن، التي ترى في تصاعد التوترات خطرًا على مصالحها ومصالح إسرائيل.
وأوضح “غودستين” أن تركيا قد تكون على علم مسبق بهذه التحركات، في حين أن مواقف الأطراف الإقليمية والدولية قد تعيد رسم المشهد السوري خلال الفترة المقبلة.
ما بين التسويات والصراعات
التطورات الأخيرة تضع إدلب وحلب في قلب المشهد الإقليمي، مع احتمالية أن تصبح هذه المناطق إما شرارة لتسويات كبرى تعيد ترتيب أوراق النزاع، أو وقودًا لمزيد من الصراعات في سوريا والمنطقة بأسرها.
المصدر: سكاي نيوز
إقرأ أيضا:
صفقة تاريخية.. أمريكا توافق على بيع أسلحة وأنظمة رادار لتايوان بقيمة 320 مليون دولار