إخفاق أنان بالبوسنة يتكرر بسوريا

ثائر العبد الله5 يوليو 2012Last Update :
iphigwh ihbfweh 846

iphigwh ihbfweh 846نصح اثنان من المسؤولين الأميركيين السابقين إدارة الرئيس باراك أوباما بالكف عن التحجج بذريعة التفاوض مع “جزاري” دمشق لأن ذلك لن يفضي إلا إلى إطالة أمد المعاناة في سوريا.

وقال وزير الدفاع الأسبق بول وولفويتز والدبلوماسي المخضرم مارك بالمر، في مقالهما المشترك بصحيفة واشنطن بوست اليوم الخميس، إن على أوباما أن يوضح الأسباب التي تحول دون أن تضطلع واشنطن بدور علني صريح وفعال في تنظيم وتسليح المعارضة السورية والتداول مع تركيا بشأن إمكانية الدخول في تحالف مع بعض الدول من أجل إقامة ملاذات آمنة على طول الحدود السورية حتى يتسنى للمعارضة التجمع فيها وإعادة تنظيم نفسها.

ودعا المسؤولان السابقان الإدارة الأميركية إلى بحث الظروف التي قد تجعل التدخل في سوريا على غرار ما حدث في ليبيا أمرا ممكنا أو مرغوبا أو كليهما معا.

وورد بالمقال أنه “إذا كانت إدارة أوباما ترى أن النأي بنفسها بعيدا عن الأزمة وترك الآخرين لتقديم الدعم للمعارضة السورية سيجنبها مخاطر أكبر مما لو انغمست فيها أكثر، فذلك شأنها. لكن على الإدارة أن لا تتوارى خلف الحجة القائلة إن التفاوض مع جزاري دمشق لن يتمخض سوى عن إطالة أمد المعاناة السورية”.

على أن النقد اللاذع -كما جاء في المقال- لم يقتصر على أوباما وإدارته فحسب، بل إن المبعوث الدولي والعربي لسوريا كوفي أنان نال القسط الأكبر منه.

يقول الكاتبان إن كوفي أنان كان مرة أخرى محور إخفاق المجتمع الدولي في مواجهة المذابح الوحشية التي يتعرض لها الضحايا العُزَّل في سوريا وقبلها في سربرنيتشا بالبوسنة والهرسك وفي رواندا.

وأعاد المقال إلى الأذهان أن ما حدث في سربرنيتشا دفع أنان عندما كان أمينا عاما للأمم المتحدة إلى إصدار تقرير انتقد فيه الدول الأعضاء في المنظمة لإخفاقها في منع وقوع المجازر هناك ولافتقارها للإرادة السياسية وقصور أداء الأمانة العامة.

إن أفضل ما يمكن لأنان أن يفعله هو أن يسعى لعقد صفقة مع الشيطان (في إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) بغية إزاحة “طاغية سوريا المتوحش”، بشار الأسد، عن السلطة. بيد أن روسيا لم تُظهر أي جدية لإرغام الأسد على التنحي.

واستشهد الكاتبان بتقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الشهر الماضي والذي نسب إلى دبلوماسي أوروبي القول إن أنان “لن يستمر إلى الأبد في توفير غطاء للآخرين، ومن شأن استقالته أن تتيح للعالم أن يرى بكل وضوح ما تفعله روسيا -وما لا تفعله الولايات المتحدة- الأمر الذي يجعل كلا الدولتين متورطتين في قتل شعب. لكن أنان يدرك أيضا أن استقالته ليست سوى بندقية محشوة برصاصة واحدة”.

ويقول كل من وولفويتز وبالمر في مقالهما إن على أنان أن يطلق تلك الرصاصة وأن يكف عن إعطاء الولايات المتحدة ومن يطلقون على أنفسهم “أصدقاء سوريا” من الذرائع ما يبرر تراخيهم. وسواء أطلق الرصاصة أو لم يطلقها، فليس بإمكان الولايات المتحدة ولا الآخرين أن ينحوا باللائمة في فشلهم على أنان.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

Breaking News