أنواع الحوسبة السحابية .. ازدادت الحرب السيبرانية قوة وفاعلية مع تطورات فاعليات الحوسبة السحابية Cloud Computing والتى شكلت جيلا جديدا من الأجهزة والمؤسسات بأنواعها الحكومية وغير الحكومية والفاعلة وغير الفاعلة والتى تعتمد اعتمادا أساسيا ومركزيا وعمليا على الشبكة العنكبوتية للقيام بكافة الوظائف اللازمة من خلال تحويل برامج تكنولوجيا المعلومات وتطبيقاتها وأنظمتها التشغيلية من منتجات إلى خدمات متاحة عبر الشبكة العنكبوتية على سيرفرات بعيدة ذو مواصفات عالية جدا ووصولا إلى إمكانية تحويل الحواسب المنزلية خوادم سحابية بدلاً من خادم عملاق ، وبمميزات متعددة ومتطورة باستمرار بتطور تكنولوجيات المعلومات وتقنياتها وتشمل:
1- إمكانية التوسيع والتطوير والاعتماد على الشبكة.
2- خفض التكاليف والنفقات الرأسمالية الأولى للبنية التحتية الحاسوبية والإنشائية للمؤسسات المختلفة ومتابعة تطويرها وخفض النفقات المترتبة على شراء البرامج وعمليات البرمجة وبالنسبة العميل تخفيض ثمن ما يستخدم.
3- عدم الإعتماد على المكان أو الأداة فيمكنك أن تدخل على السحابة من أى مكان فى العالم وأى جهاز يستطيع تصفح الإنترنت سواء أكان كمبيوتر أو موبايل أو غيره واستخدام كافة البرمجيات أيا كان تعقيدها ولو على الموبايل.
4- أبعاد المستخدم عن المشاكل التقنية أو الصيانة والتطوير الخاصة بالنظام فكل ما هو مطاوب هو الاستخدام فقط.
5- الاستمرارية لأن المعلومات والبيانات الخاصة بك تحفظ فى اكثر من مكان على مستوى العالم و بالتالى لاخوف عليها من الضياع . ــــ الإستفادة من المواصفات العالية للجهاز البعيد فى السحابة.
6- إتاحة إمكانيات حاسوبية للأفراد كانت من قبل حكراً على المؤسسات الكبرى ووصولا الآن إلى تحقق توقعات شركة صن مايكـروسيستمز فى التسعينات إلى أن تصبح “الشبكة هى الحاسوب THE COMPUTER IS THE NET WORK”.
7- مقدرة المستخدمين على إخضاع كما هائلا من المعلومات والمعارف إلى التحليل العميق، لتكوين محصلة معرفية لم تكن موجودة من قبل مع إمكانية التحكم فيها والسيطرة عليها.
8- الإمكانيات الواسعة فى التعاون مع المستخدمين الآخرين فى جميع أنحاء العالم.
9- تزايد السرعة الفائقة فى البحث والوصول المعلومات والاتصال بالآخرين والوصول إليهم.
ومع هذه المميزات تصاعدت عمليات الصراع السيبرانى بكافة مستوياته بين المتنافسن والمتضادين والمتضاربين والمتناحرين والمتقاتلين أفرادا وجماعات ومؤسسات ومنظمات ودولا ، استغلالا لهذه المميزات التى وفرت بقوة عالية إمكانيات الوصول الفائقة والمتنوعة إلى المعلومات والبيانات ومستودعات الحفظ السرية والخاصة بها ومعرفة أدق أسرارها وتحليلها باستخدام قوة معالجة البيانات والمعلومات والخروج منها بمستخلصات معرفية يجرى استخدامها بمعرفة هذه الجهات من أجل مصالحها سواء كانت مخابراتية أوتجارية أوسياسية أوعسكرية أوثقافية أو لإشاعة الفوضى والفتنة فى المجتمعات الأخرى واستخدامها فى أغراض مضادة وضرب موثوقية الأجهزة والمؤسسات والأنظمة المضادة وجعلها حوسبة تصارعية قتالية، ونطاقا سيبرانيا سحابيا للقرصنة والسطو وسرقة حقوق الملكية الفكرية ونشر البرمجيات الضارة وبرمجيات التجسس واختراق الخصوصيات العامة والخاصة المستهدفة، واستخدام تقنيات الحوسبة السحابية.
وكما يرى ريتشارد ستالمان مؤسس مؤسسة البرمجيات الحرة، أن سحابة الحوسبة تهدد الحريات لأنه على المستخدمين التضحية بخصوصيتهم والبيانات الشخصية لطرف ثالث، بالإضافة إلى ظهور “الحوسبة الطبقية” و”الحوسبة السلطوية” وخاصة فى الدول النامية والمتخلفة حيث تتطلب الخدمة توفر الإتصال بشبكة الإنترنت والتى لا تكون متوفرة إلا لجهات محددة مما يحد من مميزات هذه التقنية وتجعلها مقصورة على القوى الحاكمة والطبقات الغنية والقوى الاقتصادية المتحكمة فى السوق والتجارة الإلكترونية وبالإضافة إلى استبعاد وحرمان شرائح اجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية معينة ومستهدف أبعادها عن المعلومات والمعرفة تحقيقا إلى تحويلها إلى جماعات غير متجانسة ولا تشارك فى قرارات وسياسات الدول ذاتها وتحويل الديمقراطية الشعبية إلى ديمقراطية ظاهرية تخدم وتزيد من سيطرة الطبقات الحاكمة.
وظهور “الحوسبة الاستعمارية” و”الحوسبة الرأسمالية الغربية”، وخاصة مع التكاليف الباهظة واستثمار مبالغ مالية ضخمة لإنشاء خوادمها وتقنياتها وآلياتها واستخدام خبراء متخصصين فيها، والتى تعتمدعلى عمليات الحجب والحظر والمنع فدول عربية مثل سوريا والسودان محظورة من الوصول إلى بعض الخدمات والمواقع الأمريكية بسبب قوانين الحظر، فالسحابة بهذا الحجب والحظر والمنع تستخدم كوسيلة للتحكم فى البلدان بل والشركات التى تتعارض مصالحها مع مصالح القوى الكبرى الاستعمارية الرأسمالية بل ويجرى بقوة الإعداد لتشريعات لحجب الاتصالات والإنترنت عن المعارضين للسياسات الأمريكية والغربية والإسرائيلية، وكوسيلة وأداة عملية من أدوات ووسائل الحرب السيبرانية، بل وإمداد الجماعات والتنظيمات المعارضة بتنوعاتها الإرهابية والسياسية والعرقية بصور من المساندة السيبرانية معلوماتيا وماليا بتحويلات مالية سيبرانية وبتدريبات وطرق تصنيع قتالية ودعائيا وبحيث يتم تضخيم تأثير هذه الجماعة بصورة هائلة وتحقيق سيطرتها على الواقع وزيادة فاعلياتها الإجرامية والتجسسية.
وفى إطار عمليات الحوسبة السحابية ومع التطورات التقنية المتزايدة وواسعة النطاق والتأثير ظهرت “الحوسبة التثقيفية التوظفية” كنوع من أدوات الصراع السيبرانى والتى تستهدف تغيير مضامين العقل الفردى والجمعى وإعادة تشكيله وتشكيل ثقافته للتتوافق مع مصالح المتصارعين ومصالح مرسل الرسائل السيبرانية التوظيفية وشبكاته العاملة فى الواقع وبما يحقق أغراضه المستهدفة والموجه نحو السيطرة والتوجيه والتأثير الدعائى والتربوي والتثقيفى وبما يؤثر على أنظمة القيم والإيمانات وإعادة تشكيل رؤية الفرد وتوجيهها نظرا لما فد تحدثه هذه الرسائل السيبرانية الدعائية من تغييرات حادة في أنماط السلوك والمعايير الاجتماعية وبما يستهدف إحداث الإضرابات الاجتماعية والسياسية وتعميق الانقسام المجتمعى بتسييد السلوكيات الشاذة والغير اجتماعية والغير قانونية والتفكك الاجتماعى وصولا إلى الحروب الأهلية وتأجيج الصراع والحرب بين الأقليات.
موضوعات تهمك: