شارك الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د. نظير عياد في فعاليات “بناء الإنسان في التصور الإسلامي بين الواقع والمأمول”، بمركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر، وبحضور قيادات الأزهر الشريف وأعضاء هيئة كبار العلماء، ونخبة من العلماء المتخصصين.
وقال الأمين العام خلال كلمته التي ألقاها بالمؤتمر إن هذا المؤتمر يأتي في حينه وزمانه، ومكانه؛ إذ إنه يتعرض لقضية مُهمة، تتعلق ببناء الإنسان، في عالم سيطرت فيه المادة، وتحكمت فيه القوة، ولم يعد هناك احترام للإنسان مِن قبل أخيه الإنسان، حيث يأتي في وقت غابت فيه معاني الإنسانية، واختفت معالِمها؛ مما أدى إلى ضياع الحقوق، والتعدي على الواجبات وأصبح الإنسان جسدا بلا روح.
أضاف عياد أن القرآن الكريم سلك مسلكا فريدا في الحديث عن بناء الإنسان؛ وذلك من خلال تركيزه على محاور متعددة، متى اختل واحد منها اختل بناء الإنسان، من خلال البناء العقدي، والبناءُ الروحي، والبناء العلمي والمعرفي، والبناء الأخلاقي، والبناء البدني والجسدي.
أوضح الأمين العام أن القرآن الكريم له منهج مهم في بناء الإنسان، وإعداده إعدادا متكاملا ومتناسقا في جميع الجوانب والمجالات، بدءا من تصحيح المفاهيم والتصورات والمعتقدات، ومرورا بالجوانب الأخرى الروحية والمعرفية والخلقية، ووصُولا إلى البدنية، حيث إن هذه المجالاتُ مترابطةٌ، ويُكَمِّلُ بعضُهَا بعضًا.
أشار الأمين العام إلى أن غاية القرآن الكريم من بناء الإنسان على هذه الصفة، وتلك الكيفية المتكاملة الجوانب هي تأهيله، ليكون صالحًا في نفسه، مصلحا لغيره، قادرا على أداء الغاية التي من أجْلها خلق، المتمثلة في ممارسة استخلاف العمرانِ، وفق مراد الله عزَّ وجلَّ.
ولفت عياد إلى أن النظريات البشرية التي حاولت أن تضع بناء للإنسان، فإنها غطّت جانبا، وأهملتْ جوانبَ؛ لأنها نظريات ناقصة، متناقضة أحيانًا، انطلقت من غايات شخصية، أو أهداف خاصة، للداعين إليها؛ ومن ثم نجحت في تغطية جانب، وفشلت في جوانب أخرى، وهذا ما يفرق بين الحقيقة القرآنية والنظرية البشرية في النظرة إلى بناء الإنسان.
وختم الأمين العام كلمته بالتأكيد على دور الأزهر الشريف بجميع قطاعاته بقيادة فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب – شيخ الأزهر الشريف ببناء الإنسان وتعليمه وتثقيفه، وخاصة دور مجمع البحوث الإسلامية من خلال أنشتطه المختلفة التوعوية والتثقيفية الشاملة.
اقرأ أيضًا
عذراً التعليقات مغلقة