قد تحاول أميركا إبرام اتفاق بديل لا يشمل روسيا إن لم يتراجع الكرملين عن مطالبه التي قدمها في آخر لحظة.
“يجب ألا يحاول أحد استغلال مفاوضات خطة العمل الشاملة المشتركة للحصول على تأكيدات منفصلة عن الخطة”.
لن تتفاوض أميركا بشأن أي إعفاءات من العقوبات التي فرضتها على روسيا بعد اجتياحها أوكرانيا، لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني.
“لا أرى أي مدى نستطيع الذهاب فيه أبعد مما يوجد بخطة العمل الشاملة المشتركة”، “الأجدر القول إنه لا مجال لتقديم إعفاءات إضافية عن الموجودة”.
* * *
ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن الولايات المتحدة لن تتفاوض بشأن أي إعفاءات من العقوبات التي فرضتها على روسيا بعد اجتياحها أوكرانيا، لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015، مضيفة نقلاً عن مسؤول كبير بوازرة الخارجية الأميركية قوله إن واشنطن قد تحاول إبرام اتفاق بديل لا يشمل موسكو في حال لم يتراجع الكرملين عن مطالبه التي قدمها في آخر لحظة.
وأضافت نقلاً عن المسؤول ذاته قوله إن واشنطن قد تبدأ في بحث بدائل جديدة للاتفاق خلال الأسبوع القادم في حال لم تتراجع روسيا عن مطالبها بتقديم ضمانات مكتوبة تعفيها من العقوبات المفروضة عليها على خلفية الأزمة الأوكرانية، ما قد يعيق أي معاملات تجارية لها في المستقبل مع إيران. وأوضحت “وول ستريت جورنال” أن ضمانات مماثلة قد تقلص تأثير العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا بعد غزوها أوكرانيا.
“لا أرى أي مدى نستطيع الذهاب فيه أبعد مما هو موجود في خطة العمل الشاملة المشتركة”، كما قال المسؤول بالخارجية الأميركية للصحيفة في إشارة منه للتسمية الرسمية للاتفاق النووي لعام 2015. وتابع قائلاً: “أعتقد أنه من الأجدر القول إنه لا يوجد مجال لتقديم أي إعفاءات إضافية عن تلك الموجودة”.
وكان الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، قد انسحب بشكل أحادي من الاتفاق النووي في عام 2018، وأعاد فرض عقوبات واسعة على إيران، بعدما قال إن الاتفاق فشل في منع طهران من مواصلة مسارها لامتلاك السلاح النووي. وفي المقابل، قامت إيران على مراحل بتوسيع برنامجها النووي، متجاوزة جل الخطوط الحمراء بالاتفاق.
في الأثناء، نقلت “وول ستريت جورنال” عن المسؤول ذاته قوله إن إيران والولايات المتحدة كانتا على وشك التوصل لاتفاق، مشيراً إلى أن بعض المسائل القليلة كانت تحول دون ذلك، قبل الإعلان عن وقف محادثات فيينا أمس الأول الجمعة بسبب المطالب الروسية.
وقال كذلك إن المطالب الروسية “هي حجر العثرة والعائق الرئيسي الذي يحول دون التوصل لاتفاق”.
وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن المسؤولين الأوروبيين قالوا إن روسيا تعهدت بتقديم رد بشأن مطالبها المحددة للضمانات خلال الأيام القليلة المقبلة. ونقلت عن مسؤولين دبلوماسيين قولهما إن الجانب الأوروبي بدأ بدوره في بحث الخيارات الممكنة للمضي في اتفاق قد لا يشمل روسيا.
بدوره قال المسؤول الأميركي “سنعرف في غضون أسبوع ما إذا كانت روسيا مستعدة للتراجع عن موقفها أم لا”.
وحذرت فرنسا وبريطانيا وألمانيا، أمس السبت، روسيا من أن مطالبها بضمان تجارتها مع إيران تهدد بانهيار اتفاق نووي شبه مكتمل.
وقالت فرنسا وبريطانيا وألمانيا، أو ما يسمى بالأطراف الأوروبية الثلاثة المشاركة في الاتفاق النووي المُبرم مع إيران عام 2015، في بيان مشترك: “يجب ألا يحاول أحد استغلال مفاوضات خطة العمل الشاملة المشتركة للحصول على تأكيدات منفصلة عن الخطة”.
إلى ذلك، لفتت “وول ستريت جورنال” إلى أنه لا يمكن معرفة ما إذا كانت إيران قد ترغب في المشاركة في التفاوض بشأن اتفاق بديل لا يشمل روسيا، وما إذا كانت الصين، التي باتت أكثر قرباً من روسيا، قد ترغب من جهتها في المشاركة في ذلك.
وأضافت الصحيفة أن عاملاً آخر ينضاف إلى الرغبة الأميركية في التوصل لاتفاق إذ تقوم بالبحث عن مصادر بديلة لتوريد النفط بالتزامن مع الحرب الروسية على أوكرانيا، وذلك لاحتواء الارتفاع المهول لأسعار الطاقة على المستوى الدولي. وفي حال رفع العقوبات يمكن لإيران تزويد الأسواق بما يصل إلى مليون برميل من النفط يوميا.
وأشارت إلى أن أحد الخيارات التي بين يد الولايات المتحدة وشركائها يتمثل في إبرام اتفاق مؤقت قد يجمد بعض أنشطة إيران ويدفعها للتراجع عن أجزاء من برنامجها النووي مقابل رفع جزئي للعقوبات من الجانب الأميركي. وهو المقترح الذي رفضته طهران على الدوام، كما توضح “وول ستريت جورنال”.
أما الخيار الثاني، فيتمثل حسب الصحيفة في صياغة ما وصفه المسؤول بالخارجية الأميركية “نسخة لخطة العمل المشتركة الشاملة” بدون روسيا، مع تكليف أطراف أخرى بلعب مهام موسكو في الاتفاق.
موضوعات تهمك:
تقديرات إسرائيلية: حرب روسية أوكرانية قد تؤدي لاتفاق نووي سيئ مع إيران