ألف فضيحة جنسية .. الفاتيكان من الخصيان للشذوذ
قبل يومين صدر قرار إدانة لفضيجة جنسية كاملة الأركان تلقاها الفاتيكان، بعد إعلان بابا الفاتيكان بوب فرانسيس، تجريد أرفع مسؤول في الفاتيكان كبير أساقفة واشنطن السابق ثيودور ماكاريك من صفته الكنسية.
وجاء قرار العقوبة بعد إدانة لجنة تأديبية له بارتكاب جرائم جنسية مع أطفال وبالغين، بالاعتداء عليهم لسنوات طويلة، وبذلك يحرم ثيودور من ممارسة أية طقوس دينية بأي كنيسة.
وليست المرة الأولى التي يتم إقالة مسؤولين في الكنيسة، بسبب فضائح جنسية ارتكبوها بدافع الشذوذ، حيث قام البابا بإقالة اثنين من أقرب مستشاريه المقربين في إدارة الكرسي الرسولي، حيث أقال البابا مستشاريه الأسقف الاسترالي جورج بيل، الاسقف الشيلي فرنسيسكو ارازوريز.
اقرأ/ي أيضا: خفايا الحملة الصليببية لترامب
لكن الجريمة الأبشع، هي ما قام بها أحد قساوسة الكنيسة الكاثوليكية في دولة لاتفيا، ويدعى لفيلس زيلا، في سبتمبر/ أيلول الماضي، حيث أدين القس، بشراء طفل مختل عقليا ليقوم باغتصابه بشكل عنيف وبشع.
آلاف الجرائم داخل الكنائس وخاصة الفاتيكان جرى كشفها في الآونة الأخيرة، وآخرها اعترف البابا الأسبوع قبل الماضي، بوجود اعتداءات جنسية على الفتيات، وأن بعض القساوسة باتوا يعتبرون الراهبات جواري داخل الكنيسة.
في تقرير سابق، أكد أن أكثر من 300 كاهن، في ولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية، بارتكاب اعتداءات جنسية، اعتدوا خلالها على أكثر من ألف طفل، منذ خمسينيات القرن الماضي.
كما أن الحادثة الشهيرة التي تم اغتصاب فتاة من قبل كاهن، وعندما أجهضت طفلها، حاكمتها الكنيسة، فيما تحرم الكنيسة، وكانت تصل عقوبة الإجهاض في بعض الأحيان إلى الإعدام، فيما أفلت الكاهن المجرم من مجرد توجيه الاتهام له.
اقرأ/ي أيضا: محاكم التفتيش الحديثة
من أظهرها ومن أخفاها؟
لكن الأمر كان أقدم قليلا من 2013، إلى يناير/ كانون الأول 2012، حيث كتاب للصحفي الإيطالي، جيانلويجي نوزي، الذي حمل عنوان، “صاحب القداسة: الأوراق السرية لبنديكت السادس عشر”، الذي تضمن فساد مالي وجرائم جنسية وجرائم قتل.
وتضمن الكتائب وثائق لرسائل بين بنديكت بابا الفاتيكان إبان ذلك، وسكرتير الدولة تارسيزيو بيرتوني، وعشرات الوثائق الأخرى، وتم على إثر الفضيحة إقالة مسؤولين كبار في الفاتيكان.
وبعدها في 2013، أعلن البابا بندكيت، استقالته من منصبه، لأسباب ذكر رسميا أنها تتعلق بسنه وحالته الصحية، لكن تقارير أكدت أن أهم أسباب الاستقالة كانت بسبب فضائح الفاتيكان الجنسية.
هل كان خافيا، على البابا الجديد، بوب فرانسيس كل تلك التفاصيل الجنسية، لابد أنه لا، فهو يعرف خبايا الكنيسة أكثر مما يعرف نفسه لماذا؟
لكي لا تختلط الامور نرجو ان تقرأ: تعريف الطائفية والزعماء الطائفيين
وأيضا: حقيقة الكيان الصهيونى وفكره العنصرى
في تقارير لاحقة بعد تولي البابا فرانسيس لمنصبه، أكدت وثائق مسربة محادثات بين فرانسيس ومساعديه، تشير إلى علمه بوجود فضائح جنسية ولوبي من الفساد يحكم تحت كرسيه، وبرغم كون البابا من تيار يقول عن نفسه أنه ليبرالي، إلا أنه بقدر ما يمكن حاول التستر على كل تلك الفضائح الجنسية والفساد.
في سبتمبر/ أيلول الماضي أكد، المونسنيور كارلو ماريا فيغانو سفير الفاتيكان لدى واشنطن، تستر البابا على الجرائم الجنسية، لكبير الأساقفة الذي تمت إقالته ثيودور ماكاريك، مشيرا إلى أنه قد أبلغ البابا بتلك الفضائح عام 2013، أي قبل 6 أعوام تقريبا من إقالته.
اقرأ/ي أيضا: هل زيارة البابا للإمارات هي استمرار لأساسيات وسياسات الحروب الصليبية الغربية
فيغانو أكد في نشرة مطولة من 11 صفحة أن البابا تواطئ مع ماكارياك، وقام بإلغاء عقوبة فرضت عليه من قبل البابا المستقيل، فيما نشرت تلك النشرة في عدة صحف مسيحية ونشرات كاثوليكية محافظة، قبل أن تنشر في صحيفة إيطالية، بعنوان، “الفساد بلغ قمة هرم الكنيسة، وانتشرت تعليقات غاضبة وصلت إلى حد إقالة البابا، وبعضها طالب بمحاكمته.
الخصيان
العملية بدأت في غناء الـ”كاستراتو”، وهو نوع من الإنشاد الديني الكلاسيكي للترانيم في الكنيسة، وذلك الفن من الغناء يتطلب طبقات عالية ورفيعة لا يمكن أن تؤديها غير النساء، وبم أن الكنيسة تسكت صوت النساء لديها حيث أن النساء خاضعات بنص ديني من الانجيل، يقول “لتصمت نساؤكم في الكنائس، لأنه ليس مأذونا لهن أن يتكلمن (..) لأنه قبيح بالنساء أن تتلكم في الكنيسة” (لمعلومات أكثر عن كيفية معاملة النساء في الكنيسة: الراهبات جواري في كنيسة الفاتيكان)، فكان الحل الكنسي باستخدام الأطفال من الخصيان.
فيما توسعت عمليات الإخصاء في الكنيسة، فيما بعد، قبل أن تنتشر معارضات داخل الفاتيكان ضد العملية اللا إنسانية. لكن تلك المعارضات لم تثن الكهنة عن مواصلة إخصاء الأطفال.
اقرأ/ى أيضا: حقيقة خالد يوسف وثورته الجنسية ورسالة الفن التحتية! -اطفئوا الأنوار-
الشذوذ
أطفال خصيان، وكبت جنسي، لابد أن النتيجة آلاف حالات الشذوذ الجنسي بالاعتداء على الأطفال بداية من التحرش الجنسي، حتى الاغتصاب.
الجرائم تتوسع، يساعدها قوانين الكنيسة، حيث كانت الكنيسة قبل عام 2013، تحدد سن الـ12 عاما كسن للبلوغ، الأمر الذي تواطئ مع جرائم الكهنة الجنسية تجاه الأطفال، حيث أن ما بين سن الـ12 والـ18 عاما، لا يعد طفلا وبكذا يفلت عشرات الكهنة من جرائم اعتداء على أطفال بهذا السن، تقول الكنيسة أنهم بالغين.
وبرغم أن بابا الفاتيكان قد أكد في وقت سابق كون المثليين الجنسيين بحاجة لعلاج نفسي، إلا أن الكهنة المجرمين أيضا أفلتوا، وربما اعتبرتها الدولة الدينية، انحراف للصحة النفسية لا يحتاج لتدخل قانوني.
اقرأ/ي أيضا: صورة بابا الفاتيكان عريان وابن زايد معه كمان
كشف صحفي هولندي يدعى جويب دوهمان، عن قصة طفل في مدرسة كاثوليكية تعرض للاغتصاب من قبل كاهن في خمسينيات القرن الماضي، فيما أبلغ الطفل الشرطة، فعاقبته الكنيسة، بالإخصاء وتم إيداعه المصحة النفسية بتهمة الشذوذ الجنسي.
في أغسطس/ آب الماضي، وفي زيارة تاريخية للبابا بوب فرانسيس مدعي الليبرالية، لإيرلندا، صرح البابا وهو على متن طائرته عائدا إلى دولته المقدسة، أنه على الأباء الذين يرون في أطفالهم ميول جنسية مثلية، أن يعرضوهم على أطباء نفسيين.
ولم يتحدث البابا عن الشذوذ الجنسي الذي يعاني منه كهنته إلا بطلب المغفرة من الرب في الزيارة ذاتها.
وبدى من تعليق البابا التشابه الكبير بين توجه البابا فرانسيس في زيارته لإيرلندا، مع ما قامت به الكنيسة الهولندية في خمسينيات القرن الماضي. فيما يؤكد بديهية تأصل الفكر الجنسي الشاذ لدى الدولة البابوية، فيما تخفض الكنيسة القليل من رأسها بإقالة مجرم جنسي باسم الثورية والحرب المقدسة على الفساد والتي يخوضها البابا مدعي الليبرالية، لكن دون التطرق لأصالة الشذوذ في ذاته ومن خلفه.
صدق أو لا تصدق: الدعارة سلاح الاسد السري
اقرأ/ي أيضا: عدنان الأسد جاسوسا لإسرائيل.. كيف أخفى “قصر حافظ” الفضيحة؟
عذراً التعليقات مغلقة