أطفال فلسطين وسعار الاحتلال الإسرائيلي

محمود زين الدين16 ديسمبر 2022آخر تحديث :
فلسطين

لا جديد في استهتار الاحتلال بالقانون الدولي ومواثيق حقوق الإنسان والسكوت عن جرائم حرب إسرائيلية نكراء لدى ما يُسمى المجتمع الدولي!
إن 580 طفلاً بالشرق الأوسط قضوا بسبب النزاعات وأعمال العنف، بمعدل يزيد عن 10 أطفال أسبوعياً، عدا عن المئات من المصابين والجرحى.
انزلاق الكيان الصهيوني نحو الفاشية والفصل العنصري (أبارتهايد) يكتسب أبعاداً فاجعة إضافية حين يكون الأطفال وقود الهمجية الإسرائيلية.
سكتت الممثلة الأممية عن أكثر موقع انتهاكاً لحقوق الطفل بفلسطين المحتلة، إذ لا رادع للاحتلال الإسرائيلي في استباحة الدم الفلسطيني والأطفال خاصة بلا عقاب أو مساءلة.
* * *
تواصل فرجينيا غامبا، الممثلة الأممية الخاصة بالأطفال والنزاع المسلح، زيارة استطلاعية إلى الضفة الغربية وقطاع غزة تستهدف رفع تقرير إلى الأمين العام للأمم المتحدة حول الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأطفال الفلسطينيين، كما تجتمع مع عدد من المسؤولين الإسرائيليين بينهم رئيس أركان الاحتلال وأحد قضاة المحكمة العليا.
وكان جيش الاحتلال قد استقبل الممثلة الأممية بعملية اغتيال بالغة البشاعة طالت الطفلة الفلسطينية جنى زكارنة (16 سنة) وهي تقف على سطح بيتها في مدينة جنين شمال الضفة الغربية.
كما زوّدها بدليل إضافي على سياسة الاحتلال في التنصل من المسؤولية وإلقائها على عاتق «مسلحين فلسطينيين» قبل الاضطرار إلى الاعتراف بالجريمة والتذرع بأنها قُتلت عن طريق الخطأ.
الأدلة السابقة الوفيرة لن تغيب عن المندوبة الأممية، فالأرقام تقول إن عدد الأطفال الفلسطينيين القتلى برصاص الاحتلال بلغ 49 شهيداً مند بداية العام الحالي، وما استمعت إليه من شهادات ذوي الضحايا سبق لرئيسها الأمين العام للأمم المتحدة أن شدد عليه في تقريرين مفصلين أصدرهما خلال الآونة الأخيرة.
لجأ فيهما إلى لغة واضحة لا لبس فيها وتخففت من الحرج الدبلوماسي إزاء انتهاكات الاحتلال بحق أطفال فلسطين، ملمحاً إلى أنه قد يضيف دولة الاحتلال وجيشها إلى قائمة العار الخاصة بالدول والكيانات التي ترتكب الفظائع بحق الأطفال.
وقبل أيام قليلة، حين حل يوم الطفل العالمي الذي يصادف أيضاً الذكرى السنوية لاتفاقية حقوق الطفل، كانت المعطيات تقول إن 580 طفلاً من أبناء منطقة الشرق الأوسط قضوا بسبب النزاعات وأعمال العنف، بمعدل يزيد عن 10 أطفال أسبوعياً، عدا عن المئات من المصابين والجرحى.
وإذا كانت هذه الأرقام عالية ومريعة، فإن الأكثر خطورة فيها أن دولة الاحتلال تمتعت وتواصل التمتع بحصانة شبه مطلقة وإفلات من المسؤولية والعقاب لدى دول وديمقراطيات ترفع رايات حقوق الإنسان وتزعم الحرص على رعاية الطفل وحماية الأطفال من الآثار المدمرة للنزاعات.
كذلك فإن زيارة المسؤولة الأممية ليست الأولى إلى المنطقة، إذ سبق لها أن قامت بجولة في القاهرة مطلع حزيران/ يونيو الماضي اجتمعت خلالها مع مسؤولين في الحكومة المصرية وجامعة الدول العربية، وبحثت سبل تعزيز التعهد بإنهاء ومنع الانتهاكات الخطيرة ضد الأطفال في النزاعات المسلحة على امتداد المنطقة، وأشارت في حينه إلى أن العقد المنصرم واجه الأطفال بتحديات جسيمة إزاء العديد من الأزمات الاجتماعية والسياسية والأمنية.
لكنها سكتت عن الموقع الأكثر انتهاكاً لحقوق الطفل، في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث لا رادع للاحتلال الإسرائيلي في استباحة الدم الفلسطيني عموماً، والأطفال خصوصاً، ولا خشية من عقاب أو مساءلة.
وإذا لم يكن من جديد في استهتار الاحتلال بالقانون الدولي ومواثيق الحقوق الإنسانية كافة، والسكوت عن جرائم حرب إسرائيلية نكراء لدى أطراف فاعلة داخل ما يُسمى بالمجتمع الدولي، فإن انزلاق الكيان الصهيوني الحثيث نحو الفاشية ومنظومة الأبارتهايد يكتسب أبعاداً مأساوية فاجعة وإضافية حين يكون الأطفال هم وقود همجية إسرائيلية تتغذى على الوحشية والسعار والأحقاد.

المصدر: القدس العربي

موضوعات تهمك:

محكمة الاحتلال باللد تحكم بسجن معتقلين من هبّة الكرامة

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة