أسباب وماهية إستمرارية
النهب الإجرامى الصهيونى
مستشار التحرير : ـــ أحمد عزت سليم
لا يشكل الإجرام الصهيوني اليومي والدائم في حق الشعب الفلسطيني فحسب ماهية العقيدة الصهيونية التي أسست على الإجرام والإرهاب والمحو والإحلال الصهيوني والبنية الإيديولوجية التي تشكل ثقافة هذا الكيان إنما يشكل هذا الإجرام فشل المشروع الصهيوني في إقامة دولة مستقرة تتمتع بالأمان المستمر الواقعي والدائم وتعبيرا عن الخوف العميق من نجاح المقاومة الفلسطينية لكيانهم الصهيونى والخوف من استمرارية مقاومة العرب سكان فلسطين الأصليين بتمسكهم بهويتهم وخصوصياتهم العربية وهو ما أكده تقرير أصدره جهاز الإحصاء المركزي الصهيونى فى يناير من هذا العام 2019 :ــ أن عدد السكان العرب في إسرائيل يبلغ نحو 1.9 مليون نسمة أي نحو 21 في المائة من سكان إسرائيل ومع تزايد خوف الكيان الصهيونى من تزايد الهجرة المعاكسة إلى خارج الكيان الصهيونى وقد أظهرت نتائج استطلاع للرأي العام الإسرائيلي فى عام 2017 أن ثلث اليهود الذين يعيشون في إسرائيل يرغبون في الهجرة منها وهذا الخوف يجعل من الإجرام الصهيونى أداة للكيان لتأكيد وجوده وطمأنة أفراده ..
وتنفيذا لسياساته وتخوفاته تتصاعد الإعدامات الميدانية البشعة التي كان منها على سبيل المثال لا الحصر إعدام الطفل حسن مناصرة وخالد بسام محمود سعيد وعبدالحميد أبو ظاهر ومحمد إبراهيم الستري وهذ ما أكده بيان الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال والمنسق لمنظمات الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية والتي تعنى بالطفولة في مجال عدالة الأحداث في بيان لها عن عام 2018 إن “السلطات الإسرائيلية تتعمد الفتك بأطفال فلسطين من خلال إستهدافهم بصورة متعمدة ومباشرة بقصد قتلهم أو التسبب لهم بضرر دائم ، وأوضح البيان :ــ أن القتل ليس الأسلوب الوحيد الذي يتعرض له أطفال فلسطين ، مشيرة إلى حالات الشلل والإعاقة التي تعرض لها الأطفال وعلى سبيل المثال لا الحصر عبد الله قاسم وعلي فروانة وصالح عاشور من قطاع غزة وحيث فقد عبد الله قاسم قدمية إثر تعرضه للإصابة برصاص قناص صهيونى خلال مسيرات العودة بحدود قطاع غزة فيما أصيب علي فروانة بشلل بالأطراف السفلية وتفاخروا بهذا الإجرام مثلما تفاخر نفتالي بينت الوزير الصهيونى والذى شغل مناصب عسكرية في وحدة النخبة وعمل وزيرا لثلاث وزارات فى وقت واحد بأن التعليمات قد صدرت لجنوده لقتل الأطفال الفلسطينيين ، ولم يكن هذا الإجرام اليومى أيضا إلا امتدادا لعمليات النهب والسلب التى خطط لها الكيان الصهيونى الإجرامى وكما شهد شاهد من الأرشيف الصهيونى ذاته حيث يروى ويقدم الصحفي الإسرائيلي توم سغيف فى كتابه الأسرائيليون الأوائل ، صورة واضحة عن نهب الصهاينة للممتلكات الفلسطينية وعملية توزيع الغنائم خلال وبعد النكبة : ــ كان النهب والسلب، في أثناء الحرب وبعدها ، شائعين جداً وقال بن- جوريون في إحدى جلسات الحكومة إن “المفاجأة الوحيدة التي واجهتني ، وهي مفاجأة مُرة ، كانت اكتشاف عيوب خلقية في داخلنا ، عيوب لم أشك في وجودها ، أقصد عمليات النهب الجماعي الذي اشترك فيه كل أوساط ( الييشوف ) وهو اسم يطلق على المُهاجرون اليهود قبل النكبة” لقد سرق الجنود الذين دخلوا المنازل المتروكة في المدن والقرى التي احتلوها كل ما تطله اليد :ـــ منهم من أخذ لنفسه ومنهم من سرق “من أجل الرفاق” او “لصندوق السرية” وهنالك من سرق “من أجل نواة ( الاستيطان ) ” أو “من أجل المزرعة” : أدوات منزلية ، وأموالاً نقدية ، وجرارات زراعية ، وشاحنات ، وقطعاناً للماشية بالكامل .واستمرارا لسياسة النهب واستمرارية الخوف من المقاومة كان رد رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو ردا على عمليات المقاومة الفلسطينية دائما بهدم منازل أهالي الفدائيين المقاومين وقد أعلن مرارا :ــ “أعطيت أوامر هذا الصباح ببدء العمل على هدم منزله والاستعدادات للقيام بذلك وأن الإجراءات قد بدأت وضد أسر وحمائل هؤلاء” ، ومن منطلق العنصرية اللاهوتية الصهيونية والتي يمثلها حاخامات الكيان الصهيوني وكما قال الحاخام الأكبر للكيان اليهودي : إبراهام شابير في رسالة وجهها لمؤتمر شبابي يهودي عقد في “بروكلين” في الولايات المتحدة : ــ نريد شباباً يهودياً قوياً أو شديداً ، نريد شباباً يهودياً يدرك أن رسالته الوحيدة هي تطهير الأرض من المسلمين الذين يريدون منازعتنا في أرض الميعاد ، يجب أن تثبتوا لهم أنكم قادرون على اجتثاثهم من الأرض ، يجب أن نتخلص منهم كما يتم التخلص من الميكروبات والجراثيم ” ومن منطلق هذه العنصرية اللاهوتية بتدمير الآخر وإبادته يتأسس المنهجية العملية الصهيونية بــ : ” الرب إلهك هو العابر أمامك نارأ آكله هو يبيدهم ويزلهم أمامك فتطردهم وتهلكهم سريعا كما كلمك الرب ” ( سفر التثنية : 9 : 3 ) ، واعتبر بن جوريون أن : يوشع بطل التوراة وأنه لم يكن مجرد قائد عسكري بل كان المرشد ففعلوا فى دير ياسين وغيرها من الأماكن ما فعله يوشع بن نون من المذابح عند دخوله أرض كنعان ووفق ما وورد في التوراة وكنصوص مقدسة ملزمة بإبادة الآخر ، وأصدرت الحاخامية ” الفتوى التي تبيح قتل كل من هو غير يهودي يشكل خطرا على اسرائيل حتى لو كان طفلا أو رضيعا “، وكما يؤكد هؤلاء :”أن الرب أمر بني إسرائيل بذبحهم وذبح أطفالهم ونسائهم وشيوخهم وحتى بهائمهم قبل ألفي عام” ، وحسب ما قاله الحاخامات في مجلتهم فإن التوراة تلزم اليهود بمحو أي أثر للعمالقة في هذا العصر ، في إشارة للفلسطينيين .. ، ومع التوقعات المؤكدة أن تقل نسبة السكان الصهاينة ويصل عددهم إلى ما يقرب من 49.4% من السكان بحلول السنوات القادمة بنحو 6.96 مليون صهيوني مقابل 7.13 مليون فلسطيني ، ولتبقى الماهية العنصرية الإجرامية للكيان الصهيوني بممارساتها الإجرامية انطلاقا من حالة الخوف من المقاومة الفلسطينية والاستمساك بالهوية العربية التي يحاول أن يقضي عليها .