كلما اقتربت الإنتخابات الرئاسية في تركيا، كلما ازداد الضغط على الرئيس رجب طيب أردوغان خاصة مع تنامي اللهجة المعادية للمهاجرين داخل أحزاب المعارضة، وتصاعد تلك المشاعر بين مساحات واسعة من المواطنين.
وقالت وكالة بلومبيرج في تقرير نشرته يوم الجمعة أن استضافة تركيا لملايين المهاجرين باتت قضية سياسية رئيسية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي أعلن مؤخرًا عن خطة لإعادة توطين مليون سوري في منطقة حدودية سورية تسيطر عليها أنقرة.
وعلى الرغم من هذا العداء المتزايد للاجئين لكن نشطاء ومسؤولين أتراك شددوا على أهمية اللاجئين بالنسبة لتركيا حيث ساهموا في تحسين اقتصاد البلاد ونموه، وبحسب جوكشي أوك الذي يساعد في إدارة برامج إعادة تأهيل اللاجئين في هيئة الهجرة التركية، فإن اللاجئين “سدوا نقص العمالة في البناء والزراعة وتربية الحيوانات لأنهم يعملون في قطاعات لا يرغب الأتراك العمل فيها”.
ولفتت بلومبيرج إلى أن خطة الرئيس التركي قد تمّكن من المساعدة في تخفيف حدة الاستياء المتزايد بين الأتراك تجاه اللاجئين، كما أنها ستسهم في إعادة توطين معظم اللاجئين العرب في منطقة ترغب أنقرة في أن تكون خالية من أي وجود كردي.
ووفقًا لاتفاق أبرم عام 2016 فقد دفع الاتحاد الأوروبي لتركيا مليارات الدولارات لاستضافة اللاجئين السوريين الفارين من الحرب والذين كانوا يتطلعون إلى الاستقرار في أوروبا.
وتعرض الاتفاق لضغوط داخلية شديدة ولكن بشكل عام فإن أنصار الرئيس التركي، كانوا يرون فيه واجبًا أخلاقيًا ودينيًا، ووفقًا لوكالة بلومبيرج فإن هذا الأمر تغير حيث يشار إلى أن المشاعر المعادية للاجئين ازدادات بين الأتراك بعد تعثر الاقتصاد الذي جعل شرائح كبيرة منهم غير قادرين على دفع فواتيرهم.
ويشكو الأتراك من اكتظاظ الفصول الدراسية وطول فترات الانتظار في المستشفيات حيث يتلقى اللاجئون علاج طبي مجاني بالإضافة لمنافسة على الوظائف والإسكان بزعم منتقدي الحكومة، والذين على الرغم من مزاعهم يقومون بتخفيض رواتب العمال الوافدين وترفع إيجارات السكن عليهم.
وتقول الحكومة التركية أنها أنفقت حوالي 100 مليار دولار على الإسكان والرعاية الطبية والتعليم للاجئين منذ بدء الحرب في سوريا، على الرغم من أن تلك الأموال تعتبر منح أوروبية للحكومة لتحمل الأعباء بدلًا من التكتل.
ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في تركيا 3.7 مليون شخص فروا من الحرب في بلادهم لكن ارتفاع الأسعار وقلة فرص العمل تسبب في خسائر فادحة بالنسبة للأتراك وهذا ما زاد الضغط على الرئيس الذي يحاول التنفيس عن هذا الضغط في ملف اللاجئين وسط أزمات اقتصادية، جراء سياساته تجاه سعر الفائدة وسياسات اقتصادية أخرى.
وقد منحت الحكومة في تركيا الجنسية لأكثر من 200 ألف لاجئ سوري وذلك بعد أن قامت بترشيحهم واختيار ذوي المهارات الفائقة من الأطباء والمهندسين بالإضافة لمن لهم روابط عرقية داخل تركيا.
وأكد تقرير بلومبيرج نقلًا عن نائب تركي يدعى أوميد أوزدغان، “سنرسل اللاجئين إلى بعيد من أجل تأمين منازلنا وإنعاش اقتصادنا وستتوقف تركيا عن أن تكون طريقًا إلى أوروبا للاجئين من الشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا وستستخدم مواردها لصالح المواطنين”.
موضوعات تهمك: