زار رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مع رئيس الائتلاف الوطني أحمد معاذ الخطيب أمس، مخيمات اللاجئين السوريين على الحدود التركية السورية، للاطمئنان على أحوال اللاجئين.
واعتبر أردوغان في خطاب له برفقة الخطيب، أن قبول نحو 100 دولة لقيادة (رئيس الائتلاف الوطني السوري) معاذ الخطيب وفريقه ممثلاً شرعياً لسوريا، يعني أن على الأسد أن يرحل. وأضاف أردوغان أن قبول كل هذا العدد من الدول لقيادة الخطيب، يعني “أننا لا نعترف بك بعد الآن يا أسد، وأن عليك أن ترحل”. وتابع أردوغان أن “القائد الذي لا يقبله شعبه، لا بد أن لا يبقى في منصبه”. وشدد على أن الحق سيسود في سوريا إن آجلا أو عاجلا.
تابع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إطلاق الإشارات حول اقتناعه بقرب نهاية النظام في سوريا، معتبرا أن “العملية في سوريا على وشك الانتهاء”، مؤكدا تلقي “دلالات قوية على ذلك”.
بينما قال كبير مستشاري الرئيس التركي إرشاد هورموزلو لصحيفة “الشرق الأوسط” إن “المعطيات التركية مستمدة من الواقع الموجود على الأرض في سوريا”، مشيرا إلى أن محادثات المبعوث العربي والأممي الأخضر الإبراهيمي الأخيرة أظهرت اتجاها نحو التوصل إلى حل للأزمة. واعتبر أن “القرار يتوقف الآن على مسألة رفض المعارضة السورية وجود شخصيات من النظام في المرحلة الانتقالية”، معلنا أن موقف بلاده في هذا الإطار ينسجم مع موقف المعارضة. وقال: “موقف تركيا هو ما ترتضيه القوى الوطنية السورية المتمثلة الآن بالائتلاف السوري، الذي يحظى بتأييد دولي وعربي متزايد”، متحدثا عن “قناعة بأن سقوط النظام بات قريبا”.
لكن أردوغان رأى أن “كل ولادة لا بد أن يصاحبها ألم”، معبرا عن “يقينه باكتمال ولادة سوريا الجديدة على يد الشعب السوري”. وقال: “بشار الأسد كان يقول إنه لن يكرر أخطاء من سبقوه، إلا أن ما ارتكبه من فظائع تجاوز ما ارتكبه والده، حتى وصل عدد قتلى السوريين إلى أكثر من 50 ألفا”.
ولفت أردوغان إلى أن عدد اللاجئين السوريين في المخيمات التركية بلغ 150 ألف شخص، بينما وصل عدد اللاجئين الإجمالي في الأراضي التركية، 230 ألفا، مع احتساب الذين يقيمون في منازل بإمكاناتهم الخاصة، مشيرا إلى تجاوز تكلفة الأمر نحو 279 مليون دولار -حتى اليوم- مؤكدا استمرار أنقرة في استقبال اللاجئين وتلبية احتياجاتهم، حتى لو لم يكترث العالم لأمرهم.
من جهته، شكر معاذ الخطيب تركيا حكومة وشعبا، على مساعداتها التي قدمتها للسوريين، ووقوفها إلى جانب الشعب السوري، وتقديم كل أنواع الدعم له. وتمنى الخطيب أن يلهم الله السوريين الصبر، لافتا أنهم سينعمون بالطمأنينة خلال فترة قصيرة.