“أبعد أخي تلذ الغمض عينـي” شعر: خولة بنت الأزور
تاريخ خولة يعد من أشرف تواريخ الأبطال رجالاً كانوا أم نساء، ويكفي ان خالد بن الوليد أعظم أبطال الاسلام قد وقف معجباً بشجاعتها النادرة وبطولتها الفذة.
وهي من ربات الشجاعة والفروسية ، خرجت مع أخيها ضرار بن الأزور إلى الشام وأظهرت في المواقع التي دارت رحاها بين المسلمين الروم بسالة فائقة خلد التاريخ اسمها في سجل الأبطال البواسل، فأسر أخوها ضرار في إحدى الموقعات فحزنت لأسره حزناً شديداً. وقالت :هذة القصيدة
لا مخـبـر بـعـــد الــفراق يخبرنــــــــــا
فمن ذا الذي يا قوم أشغــلكم عنـــــــــا
فـلو كـنــت أدري أنـه آخــر اللقـــــــــا
لكــنا وقفنــا للــوداع وودعنـــــــــــــا
ألا يا غـراب البـيـن هـل أنت مخـبري
فهـل بقــدوم الغائــبين تبشرنـــــــــــــا
لقــد كـانـت الأيـام تزهــو لقربــهـــــم
وكنا بهــم نزهو وكانوا كما كنــــــــا
ألا قاتـل الله الـنـــوى مــا أمــــــــرّه .
وأقبــحه ماذا يريــد الـنوى مــــــــنا
ذكــرت لـيلـي الجـمــع كـنا سـويـــة
ففـرقنا ريــب الزمـان وشتتــــــــــنا
لئــن رجعوا يـومـاً إلـى دار عـزهــم
لثمنــا خفافــاً للمطــايـا وقبلنـــــــــا
ولـم أنـس إذ قــالوا ضـرار مقيـــــد
تركنـاه فــي دار العــدو ويممـــــنا
فمـا هـذه الأيـام إلاّ مـعـــــــــــــارة
وما نحن إلاّ بمـثل لفظ بلا معنــــى
أرى القلب لا يختار في الناس غيرهم
إذا ما ذكرهم ذاكر قلبي المضنـــى
سلام على الأحباب في كل ساعـــة
وإن بعدوا عنا وإن منعوا منــــــــا
وقالت أيضاً:
أبعد أخي تلذ الغمض عينــــي
فكيف ينام مقروح الجفــــــون
سأبكي ما حييت على شقيــــق
أعز علي من عيني اليميــــن
فلو أني لحقت به قتيــــــــــلاً
لهان عليّ إذ هو غير.هــــون
وكنت إلى السلو أرى طريقــا
وأعلق منه بالحبل المتــــــين
وإنا معشر من مات منـــــــــاً
فليس يموت موت المستكيـن
وإنـي إن يقـال مضى ضرار
لبـاكـية بـمـنـسـجم هـــــتون
وقالـوا لـم بكـاك فقـلت مهلاً
أما أبكي وقد قطعوا وتيني
عذراً التعليقات مغلقة