مستقبليات الإتحاد الإوربى والكيان الصهيونى

أحمد عزت سليم29 ديسمبر 2019آخر تحديث :
الإتحاد الإوربى
الإتحاد الإوربى

مستقبليات الإتحاد الإوربى والكيان الصهيونى

1 ـــ حقيقة العلاقات القائمة الآن
بقلم :ـــ أحمدعزت سليم
مستشار التحرير

يتشكل الإتحاد الأوروبي EU من 27 دولة أوربية بعد إنسحاب المملكة المتحدة ( بريطانيا ) ،  ويبلغ إجمالي عدد سكانه حوالي 445 مليون نسمة مما يجعل عدد سكان الاتحاد الأوربى يقارب سكانه عدد سكان أمريكا الشمالية ، ويوحد الإتحاد الأوروبي بين دول أسبانيا ـ ألمانيا ـ إيطاليا ـ البرتغال ـ بلجيكا ـ لكسمبورج ـ فرنسا ـ السويد ـ الدانمارك ـ فنلندا ـ النمسا ـ هولندا ـ اليونان – جمهورية التشيك – أستونيا – المجر – أيسلندا – لاتفيا – ليتوانيا – مالطا – النرويج – بولندا – سلوفاكيا – سلوفينيا – سويسرا  ويمتد الاتحاد الاوروبي من البحر الأبيض المتوسط جنوبا إلى الدائرة القطبية الشمالية شمالًا ، ومن البحر الأسود شرقًا إلى المحيط الأطلسي غربا .

ويمثل الاتحاد الأوربى التنوع الثقافى لشعوبه المختلفة والمتنوعة بداية من التنوع اللغوى والثقافى والقيمى والعادات والتقاليد بين شعوبه المتنوعة ، ومع استخدام اللغتين الإنجليزية والفرنسية كلغتين للعمل الرسمى الآنى داخل مؤسساته المتنوعة .

ويشكل الاتحادالأوربى قوة إقتصادية عالمية حيث يمثل نسبة تصل إلى 20% من التجارة العالمية ، ويبلغ الناتج الإجمالي بما قد يجاوز14 تريليون يورو ، وتشكل السوق الأوربية السوق الموحدة للحركة الاقتصادية المتداولة دون قيود من السلع والخدمات والأموال والأفراد بكل الحرية بين الدول التى يتكون منها الاتحاد الأوروبي ، كما تشترك الدول الأعضاء فى تشريعات الاتحاد الأوروبي التى تكون مجموعة من القوانين والحقوق والواجبات والتى يلتزم بها الجميع .
وتشكل المفوضية الخاصة بالاتحاد الحكومة الأوربية التى تتولى مسئولية متابعة وإدارة كافة فاعليات الاتحاد واستراتيجيته الواقعية والمستقبلية ، وصدق البرلمان الأوروبي فى أواخر الشهر الماضى نوفمبر 2019 على تعيين تشارلز ميشيل رئيسا للمجلس الأوروبي وأورسولا فون دير لين رئيسة للمفوضية الأوروبية وتعيين 27 مفوضا تحت مسؤوليتها على مدار السنوات الخمس القادمة .

وتكشف الحقيقة الواقعية لسياسات الاتحاد الأوربى فى السنوات الأخيرة على مواقف إيجابية تجاه الصراع العربى مع الكيان الصهيونى ، فقد تم إيقاف العلاقات الدبلوماسية الرفيعة المستوى بين الكيان الصهيونى والاتحاد الأوروبي ، ويرجع ذلك أساسا إلى الإدانة الصارمة والثابتة للاتحاد الأوروبي للسياسة الصهيونية تجاه الصراع الصهيونى الفلسطيني .

وقد استبعد ” معهد أبحاث الأمن القومي” الصهيونى في جامعة تل أبيب تغيرا جوهريا في سياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية والأمنية ، في أعقاب انتخابات البرلمان الأوروبي ، وخاصة بما يتعلق بموقف الاتحاد من الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني والاتفاق النووي مع إيران . ورأى الباحثان عوديد عيران السفير الصهيونى السابق لدى الاتحاد الأوروبي وشمعون شطاين والسفير الصهيونى السابق لدى ألمانيا فى مقال نُشر أنه على “رغم أنه ليس متوقعا أن يقلص الاتحاد علاقاته مع إسرائيل ، وإن التقديرات تتمثل فى أنه في الظروف السياسية السائدة حاليا في الاتحاد الأوروبي وإسرائيل ، ليس متوقعا تعميق وتوسيع العلاقات “.
ورجحا أن ” أي قيادة أوروبية كانت ستتحفظ من “صفقة القرن” ومع تقلص التوتر الشخصي الحالي في العلاقات الأوروبية الأميركية وقد يلغى هذا التوتر حيث ان هناك استعداد أوروبى للتعبير عن دعم للصفقة . وأكدا على أن العلاقات بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي متعلقة منذ عقدين الجمود المتواصل في المفاوضات والحوار بين إسرائيل والفلسطينيين وبينها وبين الاتحاد الأوربى فلم ولم تعقد اللقاءات لمجلس الشراكة خلال السنوات الثماني السابقة ومع الانتقادات الدائمة من جانب الاتحاد الأوروبي لإسرائيل عدم وجود أية تقدم لحل الصراع العربى الإسرائيلى .

وفى إطار التشكيل الجديد لقيادة الاتحاد الأوربى يسعى الكيان الصهيونى إعادة العلاقات مع الاتحاد الأوربى ومع القيادة الصهيونية لتجنب السياسات الأوربية الاتحادية السابقة ، ومع تصريحات القيادات الأوربية الجديدة بشأن إقامة علاقات جديدة متمييزة مع العالم وكما قال فون دير لين : ـــ ” العالم بحاجة لقيادتنا أكثر من أي وقت مضى. للحفاظ على التعامل مع العالم كقوة مسؤولة. ليكون قوة من أجل السلام ومن أجل التغيير الإيجابي .. أن الاتحاد يمكن أن يشكل” نظامًا عالميًا أفضل”وكما أكد تشارلز ميشيل الرئيس الجديد للمجلس الأوروبي : ــ ” أريد أن تصبح أوروبا زعيمة عالمية للاقتصاد الأخضر من خلال الوظائف والابتكار ونوعية الحياة المرتفعة ”

ومع إعلانات القيادات الصهيونية لتشريعات تضم أجزاء من يهودا والسامرة ( الضفة الغربية ) وفى إطار سياسات ترامب فى تأكيد تلك الممارسات العنصرية والاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيونى وكما تمثلت فى نقل السفارة الأمريكية للقدس والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان ، ومع تصريح وزير الخارجية مايك بومبو بأن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية ” لا تتعارض في حد ذاتها مع القانون الدولي ” ، إزدادات الانتقادات الشديدة للكيان والدعوات لتبني عقوبات ضد إسرائيل ، لكن ذلك يستوجب قرارا بالإجماع في مجلس الوزراء والمجلس الأوروبي ولكن من الصعب ذلك رسميا حيث تكفي معارضة دولة واحدة عضو في الاتحاد الأوروبي لإفشال خطوة في هذا الاتجاه ، ومن هذا المنطلق توجه الصهيونى الإجرامى رئيس الوزراء نتنياهو لتعزيز العلاقات بين إسرائيل ودول أوروبا الشرقية ودول البلقان من خلال الالتفاف على اتفاقيات بروكسل .

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة