المافيا الحاكمة في سورية تنفق اموالا طائلة على الاعلام وتستفيد من خبرات عالمية في اطلاق حملات اعلامية متعددة ومدروسة، وهذا الامر ليس صعبا مادامت النقود متوفرة، فكل المطلوب هو التعاقد مع بعض المؤسسات المتخصصة في هذه الامور.
https://www.youtube.com/watch?v=thNBr1MQ5C8
كما ان هذه المافيا الطائفية تروج اكذوبة انها انتصرت في الحرب على الشعب السوري، فمعيار النصر هو البقاء بالسلطة والحفاظ على السلاح مسلطا على رقاب الشعب لاغتصاب اكبر قدر من امواله ودمائه وعرقه. لذلك بالنسبة لهم لا اهمية لمليون ضحية في سوريا وتدمير نصف المدن السوريه وتشريد اكثر من عشرة ملايين، فهذا كله لا يعني شيئا لهذه العصابات الاجرامية، بل انها ضاعفت ثرواتها خلال هذه الحرب التي كلفت الشعب السوري اكثر من 400 مليار دولارا ناهيك عن الخسائر البشرية والاخلاقية والعلمية والتربوية والنفسية. ولكن ما يهتم من مافيا الاسد بذلك؟ فهم مازالوا في السلطة تحت حماية الايراني والروسي والاسرائيلي، لذلك فهم انتصروا في معركتهم على الشعب السوري، ولمصحلة اسرائيل بشكل اساسي.
ماهي السيناريوهات المتوقعة لمسرحية سرطان اسماء الاخرس؟
الآمانة العلمية تقتضي تحليل المعطيات وليس القفز فوقها لذلك نحن لا نجزم جزما قاطعا ان زوجة الاسد ليست مريضة بسرطان الثدي ولكن من معرفتنا لتركيبة هذه المافيا الاخلاقية والعقلية نرجح ان احتمالية مرضها اقل بكثير من احتمالية انها تلعب دور المريضة.
ومع ذلك وبغض النظر ان كان مرضها حقيقيا ام تمثيلا الا اننا امام استثمار اعلامي كبير لاثداء اسماء الاسد من خلال مسرحية او فيلم هندي او مسلسل مكسيكي على حلقات، ولكن قبل ان نأتي على السيناريوهات المتوقعة يجب ان نتسأل لماذا السرطان في الاثداء وليس في الكولون مثلا؟ طبعا، اعتقد ان الجواب واضح وهو اثارة والايحاءات الجنسية، والتغطية على فضائح هذه العائلة من الجنس الجماعي لبشار الاسد، الى الصور العارية التي كانت ترسلها لزوجها عبر الاميل، والاهم ما تم الكشف عنه من خيانة اسماء لزوجها.
عندما يسمع الناس ان هناك شابة مصابة بالسرطان من الطبيعي ان يتاثر الناس بذلك وينسوا ان هذه المخلوقة كانت تعيش مع زوجها حياة مترفة وماجنة وتشتري بمئات الالف الدولارات المشتريات الفاخرة من اوربا في الوقت الذي كان السوريون يبحثون عن مغارة يختبؤن فيها من قصف طائرات زوجها وبراميله “الذكية”!
اقرأ/ي أيضا: فضائح ودعارة بيت الاسد في وزارة الاوقاف السورية (1)
اذا المؤكد اننا امام حملة علامية بامتياز تتمركز حول اثداء اسماء الاسد الاخرس. بهدف الحصول على اكبر قدر من التعاطف، ايضا بهدف ذر الرماد في العيون لتحويل النظر عن الدمار والفقر والجوع في سوريا، ولا شك انك ستجد من يتغنى منافقا بشجاعة هذه الامرأة في موجهة مرض السرطان، ولكن هذه المسرحية تحمل رسالة ايضا لمن فقدوا اولادهم دفاعا عن عرش الاسد، بان لكل انسان بلوى وهذا ما يقدم نوعا من العزاء لهؤلاء البسطاء المنكوبين.
نرى صورة مدروسة تماما وتدعو للتعاطف مع رجل بجانب زوجته في المشفى وكانهما روميو وجوليت، يبتسمان لبعضهما ويشجعها بصورة تغيب حقيقة المجازر التي قام بها وتدميره لاكثر من نصف سوريا، كما تغيب هذه الصورة خيانة هذه الاسرة للوطن منذ بيع والده الجولان لاسرائيل الى اليوم مرورا بالاف المجازر، كما تغطي على الفضائح الجنسية لبشار وزوجته (اقرأ….)
في 9 آب/اغسطس 2018، أعلن اعلام النظام رسميا عن مرض اسماء الاسد الاخرس زوجة بشار، أسماء الأسد بمرض سرطان الثدي، وبدأت منذ ذلك الوقت حلقات المسلسل “التراجيدي” والصراع بين الحياة والموت، وباتت تنتشر صور جديدة لأسماء الأسد الاخرس على فترات مدروسة بحيث لا يكون سريعا فيمل الناس منه ولا على فترات متباعدة كثيرا بحيث ينسى الموضوع. وبعد ذلك بدأت المريضة الزعومة باستعراض مراحل مرضها المزعوم لتنال اهتمام الشارع السوري، بمؤيديه والثائرين على فساده. والمضحك ان المسرحية والصور المرفقة بها تعني ان اسماء تركت العلاج في بريطانيا واكتفت بالعلاج في سوريا في هذه الظروف، ولكي يكون شر البلية ما يضحك وتصبح التراجيديا كوميديا فقد اختار المخرج المحشش لهذا المسلسل احد المشافي الحكومية لعلاج ثدي المريضة المزعومة، فمن سيصدق ان اسماء الاسد المبذرة والتي لا تشتري حمالة صدرها إلا من اغلى الماركات في العالم وتنفق شهريا مئات الالاف من الدولارات على ترفها وشهواتها تقبل بدخول مشفى حكومي وليس لزيارة بل لعلاج، وعلاج ماذا ؟ سرطان. علما ان هذه المشافي كان يسميها السوريون قبل الثورة بمسالخ بشرية، فما بالكم اليوم؟!
هذا المؤشر وحده يدل على أن مرضها المزعوم ليس الا قضية مسرحية اعلامية لتحويل اسماء الاسد الاخرس رمزا لسورية قاهرة مرض السرطان كما قهر زوجها الارهاب، وشرد عشرة ملايين سوري بمساعدة المحتل الروسي والايراني.
اقرأ/ي أيضا: عدنان الأسد جاسوس لإسرائيل .. كيف أخفى “قصر حافظ” الفضيحة؟
في بداية الثورة شبه رئيس المافيا في سوريا الشعب السوري وحراكه السلمي بجراثيم كما شبه القذافي ثوار ليبيا بالفئران، بل لقد تم تأليف وغناء اغاني تتمنى لهذه اللبوة الشفاء. فكما زوجها رمز المقاومة والممانعة فهي ستكون رمز سورية المريضة التي انتصرت على المرض بعد ان تخلصت من ثدييها المريض (ويقصد هنا ان من فقد عائلته او داره و شرد او استشهد تحت التعذيب، وكل هؤلاء تقريبا ينتمون لاهل السنة في سوريا، فهؤلاء ليسوا إلا سرطان كامنا في جسم سوريا وسيتم تعويضهم بمستوطنيين من الايران والافغان والعراق) ولكي لا تكون المسائلة نظرية فقط، فقد تم احلال الكثير من الايرانيين في المناطق التي تم تهجيراهلها منها. كذلك سيتم وضع ثدي من السيليكون بدلا من ثدي اسماء المفترض انه تم اقتلاعه. وتنتهي المسرحية التراجيدية هنا. دون الحديث عن الثمن الذي دفع للروس لضرب الثورة، وتحول سوريا الى مستعمرة روسية وايرانية.
ولكن هذا السيناريو هو الذي تظن اسماء الاسد الاخرس انه مرسوم وكامل ومضمون النتائج، ولكن من يعلم فربما تكون هناك سيناريوهات اخرى لم يتم اطلاع المريضة المزعومة عليها، وهي ان يتم التخلص منها وهذا ليس مستبعدا، فاللعبة الاستخباراتية بين الانكليز والايرانيين والروس معقدة جدا، واسماء ليست الا بيدقا صغيرا في هذه اللعبة. خصوصا بعد ان اعترفت بنفسها انها مريضة سرطان، ولن يشك احد بان موتها كان نتيجة تطور المرض المزعوم!