علاج قرحة المعدة بالأدوية .. تتعدد مشاكل المعدة والأسباب مختلفة ولكن إصابات قرحة المعدة من أصعب أمراض المعدة، ومن المؤسف أنه مرض متواجد وبكثرة ولأسباب كثيرة، ولديه أعراض وطرق علاج مختلفة وعديدة وكل نوع منها يختلف في طريقة علاجه وفي مظاهر أعراضه على المريض، وكل هذا سوف نتعرف عليه من خلال هذا المقال.
المحتويات
التعريف العلمي لقرحة المعدة
ويطلق عليها القرحة المعدية وبالإنجليزية Gastric ulcer وتحدث نتيجة الإصابة بتقرح في غشاء المعدة المخاطي، وتعتبر قرحة المعدة نوع من أمراض القرحة الهضمية ويظهر في مرحلة السن المتقدم ما بين 50 -60 عامًا، ولذلك تجد الشكوى من هذا المرض عند كبار السن ونتيجة لتراكمات من عادات سيئة في الأكل تسببت في هذه المرحلة العمرية بالإصابة بالقرحة المعدية.
أعراض قرحة المعدة
تختلف أعراض قرحة المعدة على حسب شدة القرحة وهذا لاختلاف درجة الإصابة، فهناك قرحة في مراحلها الأولى وأخرى في مراحل متقدمة والأخيرة أعراضها أصعب ومن الأعراض الشائعة مثل ما يلي:
- الإحساس بألم فى منتصف البطن في منطقة ميطلق عليها “فم المعدة”.
- أثناء الإصابة بالقرحة يتسبب ذلك في خسارة الكثير من الوزن.
- الشعور بآلام المعدة يتسبب في عدم القدرة ولا الرغبة في تناول الطعام.
- الإحساس بالقيء والغثيان.
- من أعراض القرح ظهور الكثير من الإنتفاخات في البطن.
- سهولة الشعور بالتخمة أو الإمتلاء من أحد أعراض قرحة المعدة.
- أيضًا هناك أعراض أخرى مثل إرتجاع المرئ والإحساس بحرقة الصدر تنتج عن قرحة المعدة.
الأعراض المضاعفة من قرحة المعدة
وهناك أعراض أخرى ولكن أعراض شديدة تدل على تقدم الحالة وتحتاج إلى إهتمام وعلاج قوي، لإن إهمال الحالة ممكن أن يتسبب في مشكلة أكبر لا يمكن السيطرة، وفي المطلق الإهمال عن أى حالة مرضية تؤدى إلى مشاكل أكبر خاصةً، وأن وظائف الجسم كلها مرتبطة ببعضها، ومن الأعراض الشديدة لقرحة المعدة التالي:
- الإصابة بفقر الدم الذي من أعراضه الشعور بضيق في التنفس، وتغير لون الجلد ليصبح باهت، مع ضعف عام يصيب الحسم.
- ملاحظة تغير لون البراز إلى الدرجة الداكنة.
- أعراض القئ الذي يظهر به دم وهذا يعتبر عرض شديد لقرحة المعدة المتقدمة.
وتزداد آلام قرحة المعدة كلما كانت المعدة خالية وتظهر هذه الآلام في شكل نوبات تستغرق بعض الوقت ولكن بشكل متقطع، ومع ظهور أي عرض من أعراض القرحة المعدية التي أشرنا إليها، يجب التوجه إلى الطبيب وإتباع تعليماته وتوجيهاته في العلاج لتفادى الدخول في مشاكل أكبر وتطورات أصعب في الحالة.
أسباب الإصابة بقرحة المعدة
- غالبية حالات الإصابة بالقرحة المعدية تأتي في الأساس من الإصابة بالبكتيريا الملوية البوابية ما يطلق عليها بجرثومة المعدة(Helicobacter pylori )، حيث أن هذا النوع من البكتيريا تفرز أنزيمات معادلة لحمض المعدة، مما يساعد ذلك على البقاء حية فترات طويلة مما يجعلها تصل إلى الغشاء المخاطى للمعدة وتتسبب في تقرحه، مما يؤدي إلى الإصابة بالقرحة المعدية، وجديرًا بالذكر أن هذه البكتيريا الملوية يصاب بها جميع الأعمار السنية وهي تكون على شكل عدوى ولا يشعر بها المصاب خاصةً وهي في بداياتها ليس لها أعراض واضحة، وتكمن في المعدة بالسنوات إلى أن تظهر نتائجها بعد ذلك على المريض.
- يتسبب تعاطى مضادات الإلتهاب الإستيرويدية وتعرف بالإنجليزية Non-steroidal anti-inflammatory drugs في الإصابة بالقرحة المعدية
وهذا يحدث في حالات تناول هذه الأدوية لفترات طويلة، وعادةً يلجأ إلى تناولها مرضى إلتهابات المفاصل والغرض منها تسكين الآلم وهي بالفعل تقوم بهذا الدور، ولكن من ناحية أخرى تتسبب في ضعف بطانة المعدة، حيث أنها تؤدي إلى بطء إنتاج هذه الطبقة المخاطية التي تحمي بطانة المعدة، ولذلك تعد هذه الأدوية سببًا قويًا لإصابة بقرحة المعدة، بل وفي بعض الحالات لحدوث نزيف بالمعدة، وهناك بعض العوامل المساعدة التي تزيد من مساحة الإصابة بالقرحة المعدية بسبب تناول أدوية مضادات الإستيرويدية وهي:
- تقدم المرحلة العمرية حيث تجد إحتمالية الإصابة أكبر بعد سن الخمسين.
- تناول نوعية من الأدوية التي تنتمي لمجموعة الكورتيكوستيرويدات.
- تناول جرعات منتظمة من أدوية الأسبرين، وهذا يحدث بالأكيد مع حالات مرضى القلب.
- تناول أدوية سيولة الدم أيضًا تساعد على زيادة احتمالية الإصابة.
عوامل تساعد على الإصابة بالقرحة المعدية:
- التدخين: من أحد أهم العوامل التي تزيد من إحتمالية الإصابة بقرحة المعدة، حيث يتسبب التدخين فى زيادة إفراز حمض المعدة مع تقليله للإنتاج بيكربونات الصوديوم التي هي بمثابة المادة التي تحمي المعدة من أحماضها وهذا لأن زيادة حمض المعدة وضعف الغشاء الوقائي لها يتسبب في الإصابة بالتقرح ومنه إلى القرحة المعدية.
أما عن تأثير التدخين لما هو مصاب بالفعل بالقرحة المعدية فهو يتسبب في إبطاء نسبة الشفاء حيث يعيق تأثير الأدوية وأداءها للوصول إلى النتيجة المطلوبة.
- شرب الكحول: يتسبب تناول الكحول في حدوث أضرار بالغة ببطانة المعدة وأحيانًا، يصل الأمر إلى التسبب بحدوث نزيف في المعدة، كما أنه يتسبب شرب الكحول في إبطاء نسبة الشفاء من القرح المعدية لأنها تعيق تأثير الأدوية .
تشخيص الإصابة بقرحة المعدة
تشخيص الإصابة بقرحة في المعدة من خلال طريقتين:
التنظير الداخلي: ويتم هذا الفحص عن طريق تمرير أنبوب مرن ملتص به كاميرا فيديو على أحد أطرافه لتصوير جوف المرئ والإثنى عشر ورؤية الغشاء المخاطى الواقى المحيط بالمعدة، أحيانًا تؤخذ عينة من طرف القرحة لفحصها والتأكد بمدى الإصابة بالبكتيريا الملوية.
الأشعة السينية: وهذه الأشعة الهدف منها تصوير المعدة والإثنى عشر، ويطلق عليها X-ray ويعتبر هذا الفحص أقل دقة من فحص التنظير الداخلي.
علاج قرحة المعدة بالأدوية
- علاج البكتيريا الملوية في حالة تواجدها التي يطلق عليها جرثومة المعدة، يجب التأكد من القضاء على جرثومة المعدة حتى يستطيع المريض يصل إلى نتيجة في علاج القرحة المعدية، وهذا بتناول المضادات الثلاثية وهي عبارة عن ثلاثة من المضادات الحيوية وموادها الفعالة هي ميترونيدازول (metronidazole)، اموكسيتسلين (amoxicillin)، كلاريتروميتسين (clarithromycin)، وهذا لفترة لا تقل عن أسبوعين.
- يجب تناول الأدوية المضادة لإفراز حمض المعدة (Antisecretory) وهي تساعد على الشفاء من التقرح، وهذا إذا نتج عن الإصابة بالبكتيريا الملوية.
- في حالة الإصابة بالقرحة المعدية لسبب آخر بعيد عن الإصابة بالبكتيريا الملوية فيكتفي فقط المريض بالأدوية المضادة لإفراز حمض المعدة، وتنقسم إلى ثلاثة أنواع وهي:
- أدوية مضخة البروتون (proton pumb inhibitor) الأدوية المتاحة منها فى السوق هي (omeprazole, esomeprazole, lansoprazole, dexlansoprazole, pantoprazole, rabeprazolثضخة البروتونinhibitor)حمض المعدة وتنقسم إلى ثلاثة أنواع وهى:تناول وث نزيف فى المعدة طانة المعدةe)
- محصرات مستقبلات الهيستامين من نوع (H2): الأدوية المتاحة في السوق لهذا النوع هي (cimetidine, ranitidine, famotidine, and nizatidine).
- النوع الثالث من هذه الأدوية تتركب من بروستاغلاندينات اصطناعية مثل: ميزوبروستول (Misoprosol).
القرحات المتقدمة
- تعالج هذه النوعية من القرحات الشديدة والمتقدمة بمثبطات مضخة البروتون التي أشرنا لها سابقًا، ولا يقل العلاج عن مدة ال 12 أسبوع، وأحيانًا تصل الحالة إلى التدخل الجراحي وهذا عند إحتمالية وجود أمراض خبيثة وصعوبة الشفاء عن طريق الأدوية.
- كما يجب اللجوء لفحص القرحة عن طريق التنظير الداخلى وهي تعد أكثر طريق دقيقة للفحص للوصول إلى سبب القرحة، وبالتحديد في حالات القرحة المتقدمة والشديدة والتي ممكن أن تتسبب في الإصابة بأمراض.
وأخيرًا يجب المتابعة الجيدة مع الطبيب، وإتباع كافة التوجيهات للوصول لنتيجة في العلاج، وتجنب كافة العوامل التي ممكن أن تتسبب في إعاقة تأثير الأدوية إبطاء عملية الشفاء.
Sorry Comments are closed