تصدر البحث خلال الساعات الماضية عن ليلة الاسراء والمعراج وذلك قبل أيام قليلة من حلولها، والتي تعد حدثا هاما في التاريخ الاسلامي، يتخذ منه المسلمون الكثير من العبر والعظات، ويتعلمون منها الدروس الكثيرة ويتثبتون فيها من دينهم.
وفي الآية الكريمة بسورة الإسراء: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ”.
أحداث الاسراء والمعراج
وعما حدث في ليلة الاسراء والمعراج فقد مضى على النبي وقتها عشر سنوات في مكة المكرمة يدعو الناس لتوحيد الله وترك الشرك به وعبادة الأصنام، وما لاقاه من أذى كبير، في سبيل دعوته جعلت ليلة كتلك الليلة بمثابة المكافأة للنبي الكريم، وفقا لما قاله دعاة ومشايخ.
النبي محمد في ليلة الاسراء والاعراج أوحى الله له ما أوحى وفرض عليه الصلوات حيث أول ما بدأها كانت خمسين صلاة يتصل بها العبد مع ربه طوال اليوم كتخفيف روحاني عنه متاعب الحياة، وظل النبي يسأل التخفيف حتى بلغت خمس صلوات التي نصليها الآن، ونادى منادي: “لقد أمضيت فريضتي، وخففت عن عبادي”.
ونزل عليه الصلاة والسلام في ليلة المعراج وأنزل الله آيته المذكورة من سوءة الإسراء وكانت بداية السورة التي تتكون من 111 آية، وقد أسرى الله بها على البراق وهو دابة دون البغل وفوق الحمار خطوه عند منتهى طرفه فركبه النبي وجبريل حتى بيت المقدس وصلى هناك بالأنبياء، ثم عرج إلى السماء واستأذن له جبريل عند كل سماء يؤذن له أن يصعدها ووجد في السماء الدنيا آدم، فرحب به وقال مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح ثم لما أتى السماء الثانية وجد فيها عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا، وقالا مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح، ثم عرج إلى السماء الثالثة فوجد فيها يوسف عليه السلام، فرحب به وقال مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح ثم إلى الرابعة فوجد فيه إدريس فرحب به نفس الترحيب، ثم عرج إلى السماء الخامسة بوجد فيها هارون عليه السلام ورحب به مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح ثم إلى السادسة فوجد فيها موسى عليه السلام فرحب به مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح ثم عرج للسماء السابعة فوجد فيها أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام ورحب به مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح.
ثم عرج النبي محمد عليه السلام في ليلة الاسراء والمعراج إلى مستوى رفيع لم يصله قبله بشر من قبل، وسمع فيهن صريف الأقلام التي يكتب بها القضاء والقدر وكلمه الله وفرض عليه الصلوات ثم لم يزل يسأل ربه التخفيف حتى جعلها سبحانه وتعالى خمسا فضلا منه وإحسانا، فهي صلوات خمس في العدد وخمسين في الأجر.
في الاسراء والمعراج يتذكر المسجد الأقصى
لم يزل المسلمون كل عام يتذكرون في ليلة الاسراء والمعراج بيت المقدس والمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وهو في يومنا هذا تحت أغلال الاحتلال الصهيوني، الذي اغتصب القدس والأراضي الفلسطينية العربية.
ولا يزال المسلمون يواصلون كل عام التوجه إلى مسجد الأقصى في ليلة الاسراء والمعراج لتذكر تلك الواقعة، ويتذكرون مدى مباركة الله ما حول تلك البقعة الطاهرة، ويثير دوافعم لتحريرها من الدنس.
موضوعات تهمك:
